«المذيعة قتلت أمي وأخي»، هذا ما قالته الطفلة ذات الأعوام الخمسة التي ظهرت على شاشة قناة الدنيا، بعد سؤالنا لها «من قتل أمك».
دانا معضماني لم تعرف ماذا حدث معها بتاريخ الخامس والعشرين من آب 2012، فما هي إلا لحظات كانت تسمع فيها أصواتًا قويّة وتتحدث إلى والدتها، حتى سكتت الأم فجأة، وصمت أخوها محمد، البالغ من العمر ثلاث سنوات، أما هي فقد أحست بألم شديد في خاصرتها التي بدأت تنزف، ليأتي بعدها عدد كبير من الرجال يحملون أسلحة ويضعون قبّعات حديدية، أحاطوا بها وبعائلتها الملقاة إلى جانبها، ينظرون إليها ولا يقدمون المساعدة.
«يا شباب يا شباب في هون بنت لسا عايشة»، صرخ أحدهم، لتظهر بعدها مذيعة (قناة الدنيا) وتبدأ بإجراء مقابلة مع دانا، الجريحة، دون أن يبادر أحد إلى إسعافها.
سألت لها المذيعة: «مين هي يلي بجنبك؟» فأجابت دانا «هي أمي»، لتتابع المذيعة بالسؤال: «مين قتلها!؟» فلم تجبها دانا، كانت خائفة ترتعش.
انتظر الجنود حول المذيعة حتى أنهت مقابلتها مع دانا، التي بقيت تنزف الدماء من مكان إصابتها، وكانوا يراقبون وضعية الكاميرا التي بدأت بتصويرهم وهم يقومون بإسعاف الطفلة بشكل هادئ، لتصل إلى المشفى بعد ساعتين ونصف من إصابتها، حسب تقرير الأطباء والمسعفين.
كانت إصابة دانا بالغة، إذ تأثرت معدتها وكبدها أيضًا.
دانا، الطفلة، لم تصب في جسدها فقط، لقد أضحت في حالة نفسية متأزمة بعد أن قتلت أمها وقتل أخوها أمام عينيها من قبل رجال غرباء، يرتدون زيًّا عسكريّا ويحملون أسلحة كثيرة ومعهم مذيعة «حسناء» تحمل في يدها سلاحًا، لونه أزرق.