تتبع فصائل المعارضة في الشمال السوري تكتيكًا خاصًا في التصدي لهجوم قوات الأسد على الريف الشمالي والغربي لحماة، يتمثل بالهجمات المعتمدة على الصواريخ المضادة للدروع.
ونشرت الفصائل بينها “الجبهة الوطنية للتحرير” اليوم، الثلاثاء 14 من أيار، تسجيلات مصورة أظهرت استهدافها لآليات وتجمع عناصر من قوات الأسد في مناطق ريف حماة.
وتركزت الصواريخ التي تعتمد عليها الفصائل بـ”الكورنيت”، “تاو”، “كونكورس”.
الأمر الذي يعطي نجاحًا للفصائل في التكتيك الذي تعمل عليه هو طبيعة المنطقة الجغرافية التي يتميز بها سهل الغاب والمناطق المحيطة بها، إذ تتيح المرتفعات رصد قوات الأسد وآلياتها في أثناء تقدمها.
وكانت الفصائل العسكرية قد أطلقت في الساعات الماضية عملًا عسكريًا معاكسًا من ثلاثة محاور في ريف حماة هي: كفرنبودة، الحماميات وتلتها، الجبين الواقعة إلى الجنوب من الحماميات.
ولم تتمكن الفصائل من التمركز في المواقع التي تقدمت إليها، فيما أعلنت مقتل عدد من عناصر قوات الأسد وتدمير آليات لها.
وقال مصدر عسكري من “الجيش الحر” لعنب بلدي إن الفصائل لم توقف عملها العسكري، ومن المتوقع أن تستأنف هجماتها في الساعات المقبلة.
وأضاف المصدر أن الفصائل تعمل حاليًا على سياسة الكر والفر، وإلحاق خسائر بقوات الأسد، دون العمل على التمركز في منطقة بعينها.
وبحسب ما توضحه خريطة السيطرة الميدانية، تركز قوات الأسد عملياتها العسكرية على الخاصرة الغربية لحماة، في منطقة سهل الغاب وجبل شحشبو، وهي المنطقة التي كانت روسيا قد هددت، في آذار 2018، بالسيطرة عليها، ليتم التوصل إلى اتفاق فيما بعد قضى بوقف أي عمل عسكري باتجاهها.
وكان اللافت في الهجوم الذي أطلقته فصائل المعارضة المشاركة الجماعية له، وخاصةً فصيل “فيلق الشام” الذي يعرف بالدعم التركي الكبير الذي يتلقاه.
ويتركز عمل “فيلق الشام” بشكل أساسي بالعمل على الصواريخ المضادة للدروع، مع مشاركة بسيطة بالأعمال البرية على الأرض في أثناء الاقتحامات.
ويتزامن ما سبق مع قصف مكثف من الطائرات الحربية الروسية والمروحية التابعة للنظام السوري، ما أدى إلى مقتل 455 مدنيًا بينهم 139 طفلًا وطفلة، منذ 2 من شباط وحتى اليوم، بحسب أرقام فريق “منسقي الاستجابة”.