غابة الأمازون.. مخاطر بالزوال تهدد الكوكب

غابة الأمازون المطيرة (انترنيت)

camera iconغابة الأمازون المطيرة (انترنيت)

tag icon ع ع ع

زال من مساحة غابة الأمازون، التي تعد أكبر الغابات المطيرة على سطح الكوكب، خلال الأعوام الأربعين الأخيرة 18%، وإن استمر زوالها بذات المعدل فإننا سنواجه تأثيرات مدمرة على صحة كوكبنا، وفقًا لجماعات الحفاظ على البيئة.

تمثل الغابات المطيرة رئة للأرض، مع إسهامها الكبير في ضبط نسبة غازي ثنائي أوكسيد الكربون والأوكسجين ضمن الغلاف الجوي.

كانت الغابات المطيرة تغطي 14% من سطح الأرض، ولكنها لا تتعدى الآن نسبة 6% منها، وتمثل غابة الأمازون نصف الغابات الاستوائية المتبقية، كما تضم أغزر نهر في العالم والثاني في الطول بعد نهر النيل.

تمتد غابة الأمازون المطيرة في ثماني دول هي البرازيل، التي تضم 60% منها، والبيرو التي تضم 13%، وكولومبيا تضم 10%، والأكوادور وبوليفيا وفنزويلا وغينيا وسورينام وغويانا الفرنسية.

تضم عُشر الكائنات الحية المعروفة في العالم، مع 40 ألف نوع من الكائنات البرية، وثلاثة آلاف نوع من أسماك المياه العذبة، وأكثر من 370 نوعًا من الزواحف.

تعد الموطن الوحيد لأنواع كثيرة من الحيوانات منها الفهود المرقطة، والنسور الخطافة، والدلافين الزهرية، كما أنها موطن آلاف أنواع الطيور والفراشات.

يعيش في كنفها ما يزيد على 30 مليون إنسان يعتمدون عليها في معيشتهم، بينهم حوالي 300 قبيلة من السكان الأصليين.

وبحسب منظمة صندوق الحياة البرية للطبيعة، وهي منظمة غير حكومية تعمل على حماية الحياة البرية، فإن الغابة تواجه مخاطر متعددة متعلقة بالنشاطات البشرية، مثل التوسع المعماري، وبناء السدود التي تهدد الكائنات المائية التي تعيش في نهر الأمازون.

إضافة إلى المهن المتعلقة بالتنقيب عن الذهب والبحث عن النفط والتحطيب غير القانوني والمبالغة في صيد السمك والأنواع المائية الأخرى، والتي تؤدي إلى استنفاد الكائنات وإلى انجراف التربة وتلويث المياه.

وتحتل مراعي الماشية 80% من المناطق التي أزيلت منها الأشجار في الأمازون، وغالبًا ما تستخدم النيران لتجهيز المراعي، وهذا يؤدي لموت الكثير من الكائنات الحية في تلك المناطق.

كما عانت الغابة من آثار التغير المناخي، إذ مرت على الأمازون أسوأ فترات الجفاف، خلال السنوات المئة الأخيرة على الأقل، في عامي 2005 و2010، والتي أدت لتلف المحاصيل وتقليل أعداد الأسماك ولانتشار الحرائق فيها.

جهود الحماية

اتجه أمس، الزعيم راؤني ميتوكتيري، الذي يعد من أشهر المدافعين عن الغابة المطيرة، إلى باريس، برفقة ثلاثة من زعماء قبائل السكان الأصليين الذين يسكنون في الغابة، لبدء جولة من ثلاثة أسابيع في أوروبا، تهدف لتسليط الضوء على التهديدات المتزايدة التي يتعرض لها الأمازون.

سيلتقي هذا الفريق برؤساء دول ومشاهير، وبابا الفاتيكان، بهدف جمع مبلغ مليون يورو، لحماية مناطق قبائل السكان الأصليين، من الرعي والتحطيب الجائر، عن طريق وضع علامات واضحة لحدود المحمية واستخدام طائرات بلا طيار وصور الأقمار الصناعية لمراقبة المنطقة، مع إنشاء فواصل تحد من انتشارالحرائق، وفقًا لجمعية الغابة العذراء التي يترأسها راؤني فخريًا.

سكن البشر غابة الأمازون منذ آلاف السنين ولكن قدوم المستعمر الأوروبي، في القرن السادس عشر، سبب تناقص أعداد السكان الأصليين من الملايين حتى أصبحت أعدادهم بمئات الآلاف فقط.

وتتزامن جولة زعماء قبائل الأمازون مع جولة يجريها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، على جزر في المحيط الهادي، تهدف لرفع الوعي بأهمية محاربة التغير المناخي الذي يهدد برفع مستويات سطح البحر وإغراق العديد من الجزر.

كما ستقام في 23 من أيلول المقبل قمة لمواجهة التغير المناخي، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، خلال الجلسة السنوية للدول الأعضاء.

ونتج عن التغير المناخي العديد من الآثار المدمرة لكوكب الأرض حتى الآن، إذ إنه عدا عن العواصف والفيضانات والجفاف التي سببت الكثير من الدمار والمعاناة للبشر حول العالم، فإنه يسهم أيضًا بتعريض مليون نوع حيوي لخطر الانقراض خلال الأعوام المقبلة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة