تحدث القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، عن أسباب الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأسد بمساندة الطيران الروسي على جبهات إدلب وريف حماة.
وظهر الجولاني في تسجيل نشره الإعلامي المقرب من “الهيئة”، طاهر العمر، عبر قناته في “تلغرام”، اليوم الأحد 12 من أيار، على جبهات ريف حماة وتظهر من فوقه مروحيات لطيران النظام السوري، بحسب التسجيل.
واعتبر الجولاني أن الحملة العسكرية هي نتاج لفشل المؤتمرات السياسية ومحاولة الخداع التي يحضَّر لها للالتفاف على الثورة السورية في مؤتمرات أستانة وسوتشي.
وقرر الروس بعد فشل المؤتمرات العمل العسكري التي كانت “الهيئة” تتوقعه، بحسب الجولاني، معتقدًا أن المؤتمرات السياسية لن ينتج عنها حل وهي مجرد التفاف على الثورة وسلب مقدراتها.
وتزامن ظهور الجولاني مع اشتداد وتيرة المعارك والتصعيد المتواصل على أرياف حماة وإدلب من النظام السوري وحلفائه الروس والذي نتج عن سيطرة النظام على بلدات غربي حماة على حساب فصائل المعارضة.
وحول حجة روسيا بأن القصف يأتي ردًا على قصف قاعدة حميميم العسكرية، قال الجولاني إن “القيادة الروسية تبحث عن حجج تبرر من خلالها قتل الأطفال وتدمير المشافي والمدارس، إذ إنه في الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص والأحياء الشرقية في حلب لم تكن هناك صواريخ ترمى على حميميم، ومع ذلك قام سلاح الجو الروسي بقصف المناطق وتدمير المؤسسات المدنية”.
وأضاف الجولاني أن “قاعدة حميميم بالأساس هي ليست قاعدة سلام وإنما أتت لقصف المدنيين، وقصفها من قبل الجبهة هو رد فعل ومن حق الفصائل”.
ووجه رسالة إلى روسيا بأنها “إذا أرادت أن يتوقف القصف على حميميم، عليها أن تتوقف عن دعم النظام السوري وقتل المدنيين، وبذلك ستؤمّن على نفسها”.
وكان مصدر عسكري قال لوكالة “إباء” التابعة للهيئة، الخميس 2 من أيار، إن فوج المدفعية والصواريخ في الهيئة استهدف مطار حميميم بـ 35 صاروخ غراد.
في حين هدد وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، الأربعاء الماضي، الهيئة بتلقي رد قوي نتيحة قصفها للقاعدة.
واتهمت “هيئة تحرير الشام” بالانسحاب من هذه المناطق في بداية المعارك وعدم وضع ثقلها العسكري، وخاصة كفرنبودة بريف حماة الشمالي الغربي.
وردًا على الاتهامات اعتبر الجولاني أن “الهيئة أرسلت قوات كثيرة ومؤازرات متعددة إلى الجبهات، ووزعت عناصرها بحيث لا تستدرج كل القوى إلى موضع واحد، مع بقاء أعينها منفتحة على الجبهات الأخرى خشية فتح جبهات من قبل روسيا وإيران”، مشيرًا إلى أن “الهيئة” تعمل بقدر استطاعتها وطاقتها.
كما رد الجولاني على الاتهامات التي تقول إن “الهيئة” تمنع مقاتلي الفصائل من الوصول إلى الجبهات، قائلًا “في كل يوم نشاهد توافد أعداد جديدة من المجاهدين للجبهات، وهذه المحنة كانت منحة من الله، لأنها جمعت وألفت بين قلوب المجاهدين، والكل يقف في صف واحد وتوجهت البندقية بالاتجاه الصحيح”.
وأضاف أن “الهيئة” تمد يدها وترحب بأي شخص يريد الدفاع عن المنطقة، وتستقبله ولا مانع من ذلك، مشيرًا إلى أنه خلال اليومين الماضيين التحقت الكثير من الفصائل والمجموعات للدفاع عن المنطقة.
ولا يزال مصير المنطقة مجهولًا في ظل استمرار التصعيد العسكري من قبل قوات الأسد وروسيا، تزامنًا مع اكتفاء المجتمع الدولي وتركيا بتصريحات توصف بالخجولة حول المنطقة.
–