أفراح تعم سوريا وردود أفعال متوقعة لإعلام النظام
إدلب .. ثاني محافظة سورية خارج سيطرة الأسد
سيطر جيش الفتح اليوم (السبت) على مدينة إدلب شمال البلاد بالكامل، وذلك بعد معارك كبيرة خاضتها فصائل المعارضة المنضوية في هذا التشكيل ضد قوات الأسد خلال الأيام القليلة الماضية.
وكانت فصائل حركة أحرار الشام الإسلامية، جبهة النصرة، وفيلق الشام، وأجناد الشام أعلنت في 24 آذار الجاري تشكيل تحالف “جيش الفتح”، الذي يهدف إلى تحرير مدينة إدلب بالكامل.
معارك التحرير خلال عام
وجعل مسلسل الوقائع التي شهدتها المحافظة خلال عام مضى تحرير مدينة إدلب أمرًا متوقعًا، إذ استطاعت المعارضة منتصف العام الفائت تحرير كامل مدينة خان شيخون (أكبر مدن الجنوب الإدلبي)، وذلك بالسيطرة على نحو 20 حاجزًا حولها.
لتعود المعارضة من جديد وتبدأ معركة معسكري وادي الضيف والحامدية (أكبر معسكرات الأسد في المحافظة)، وتتمكن من السيطرة الكاملة على المعسكرين في كانون الأول 2014، وبالتالي التحكم الفعلي في الأوتستراد الدولي الواصل بين حماة وحلب وتحرير ريف مدينة معرة النعمان بالكامل.
وفي 24 آذار الجاري، أعلنت فصائل المعارضة بدء معركة تحرير إدلب المدينة، لتتمكن خلال أربعة أيام من السيطرة الكاملة على المدينة، في معارك سريعة توالت فيها السيطرة على الأحياء الشمالية والشرقية أولًا، ومن ثم الوصول فجر اليوم إلى المربع الأمني، وانسحاب قوات الأسد نحو معسكر المسطومة بعد مقتل وأسر المئات من جنوده، بحسب إعلام الفصائل المقاتلة.
ماذا تبقى للأسد في إدلب
السيطرة اليوم على مدينة إدلب، يجعلها مركز المحافظة الثانية التي شقت عصا الطاعة عن نظام الأسد، بعد محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
إلا أن الأسد لايزال يملك مراكز حيوية في المحافظة، إذ تخضع مدينة أريحا إلى الجنوب الغربي من إدلب، لسيطرته، وكذلك مدينة جسر الشغور المحاذية لريف حماة الغربي والساحل السوري أيضًا.
كذلك لازال الأسد يحتفظ بمواقع عسكرية في جبل الأربعين، والأهم من هذا مطار (أبو الظهور) العسكري في الريف الشرقي، والمحاصر من قبل جبهة النصرة.
ويعمل جيش الفتح الآن على محاولة السيطرة على معسكر المسطومة جنوب إدلب، وبالتالي يصبح الطريق إلى أريحا مفتوحًا، بحسب ماتظهره المعطيات على الأرض.
في حين تفرض المعارضة حصارًا كاملًا على قريتي الفوعة وكفريا المواليتين شمال المدينة، اللتين تعتبران من أهم مراكز الدفاع الوطني والميليشيات الموالية للأسد في المحافظة.
إدلب الخزان الأكبر للثورة
المشهد العام في إدلب اليوم، يؤكد أنها باتت الخزان الأكبر للثورة السورية المناهضة لنظام بشار الأسد، إذ أضحت معظم مدنها محررة بالكامل، كما أنها ذات ثقل تجاري كبير نظرًا لخط الإمداد المباشر من تركيا إليها عبر معبر باب الهوى الحدودي، وإنشاء مراكز تجارية كبيرة أقرب ما تكون للأسواق الحرة كبلدة سرمدا الحدودية، وسراقب وغيرها.
في حين تسيطر فعليًا على المحافظة عدة فصائل عسكرية كبيرة أهمها حركة أحرار الشام الإسلامية بعد انضمام فصيل صقور الشام إليها قبل أيام، وتأتي بعدها جبهة النصرة المنضوية تحت تنظيم القاعدة، في حين لايزال للجيش الحر حضوره كالفرقة 13 في مدينة معرة النعمان ولواء فرسان الحق في مدينة كفرنبل، إضافة إلى فيلق الشام ذي الحضور البارز في معركة إدلب الأخيرة.
إعلام الأسد وردود أفعال “متوقعة”
قبيل التحرير، كانت مواقع التواصل الاجتماعية تغص بالتنبؤات والسخرية من كيفية تعاطي إعلام الأسد مع معارك إدلب، فقد أكدت بعض المواقع قدوم العقيد سهيل الحسن (النمر) إلى المدينة والإشراف بنفسه على المعارك والقضاء على “الإرهابيين”.
وبعيد التحرير، نفت عشرات الصفحات المعلومات المتواردة من إدلب، في حين أقر الإعلام الرسمي سقوط المدينة.
“سانا” وقناة الدنيا وسما وغيرها تداولت الخبر بنفس الطريقة “مصدر عسكري: وحدات من الجيش والقوات المسلحة تنفذ عملية إعادة تجميع جنوب مدينة إدلب استعدادًا لمواجهة آلاف الإرهابيين المتدفقين عبر تركيا”.
بينما عكست ردود أفعال الوجوه التي يقدمها النظام على الإعلام الرسمي الغضب والذهول من أخبار إدلب، كحال شلاش الذي قال عبر صفحته في الفيسبوك “تذكروا كلامي جيدًا.. إن بقيت إدلب في يد الإرهابيين أكثر من 10 أيام لأحلق شواربي على الهواء مباشرة و الأيام بيننا”.
وتبقى الأيام المقبلة تبشر بمعطيات جديدة على مقربة من إدلب، بحسب ناشطين، فبعضهم يرجح الوجهة المقبلة هي حماة، في حين ينتظر ناشطو وأهالي حلب فرحة التحرير التي شهدها أهالي إدلب اليوم، بينما تبقى المعطيات نفسها طي الكتمان لدى قياديي المعارضة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :