كيف يتعاطى الإعلام السوري مع الاحتجاجات في مناطق “قسد”
يركّز الإعلام السوري الرسمي على المظاهرات المناهضة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مناطق شمال شرقي سوريا، وتوثيق ما يصفها بالانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين في المنطقة.
ووصفت وكالة “سانا” الرسمية، في 10 من أيار، حادثة مقتل ستة أشخاص بحملة مداهمة لـ “قسد” في مدينة الشحيل بريف دير الزور، بأنها “مجزرة”.
وقالت الوكالة إن “طيران التحالف الأمريكي وميليشيا قسد ارتكبا مجزرة بحق أهالي الشحيل بريف دير الزور”، مشيرة إلى أن العملية أدت إلى اعتقال وإصابة آخرين من الأهالي.
جاء ذلك بعد عملية مداهمة نفذتها “قسد” مدعومة بطيران التحالف الدولي في مدينة الشحيل، وأدت إلى مقتل ستة أشخاص، لتبدأ موجة غضب من الأهالي في المدينة عقب الحادثة.
“قوات انفصالية”
ويخصص الإعلام الرسمي مساحة واسعة في تغطية الأحداث اليومية في مناطق سيطرة القوات الكردية، لا سيما المظاهرات التي تشهدها مناطق ريف دير الزور منذ أسبوعين.
وتواكب “سانا” والقنوات السورية الأحداث اليومية للاحتجاجات، إضافة إلى توثيق ما تصفه بـ “جرائم وممارسات تلك القوات ضد الأهالي والاعتداء عليهم بالرصاص”.
وتعيش بلدات ريف دير الزور مظاهرات شعبية غاضبة ضد “قسد”، منذ أسابيع على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد الإداري وانتشار البطالة، وأسفرت تلك المظاهرات عن إصابات في صفوف المدنيين.
الصحف الرسمية السورية سارت على نهج الوكالة والقنوات التلفزيونية باستثمار تلك الأخبار ووصفها بـ “مظاهرات غاضبة ضد جرائم قسد”، مركزة على أنها انتفاضة شعبية ضد ما تصفها بالميليشيات الانفصالية.
وعنونت صحيفة “تشرين” الحكومية، في 9 من أيار، في تغطية المظاهرات التي تشهدها دير الزور، بـ “تجدد المظاهرات الاحتجاجية على جرائم ميليشيا (قسد) في ريف دير الزور”.
وتخصص “سانا” والصحف الرسمية مساحة يومية لتسليط الضوء على المظاهرات في مناطق شرق الفرات ومواكبة آخر تلك التطورات، في حين تنقل عن مصادر تصفها بـ “الأهلية في المنطقة”.
النظام السوري يعتبر “قسد” وأذرعها الأخرى بمثابة “ميليشيا انفصالية”، ويتهمها بالتعاون مع “الاحتلال الأمريكي” ضد أبناء سوريا.
كما يتهم الإعلام السوري الرسمي التحالف الدولي بارتكاب مجازر ضد المدنيين في مناطق شرق الفرات دعمًا لمعارك “قسد” ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”، خلال الأشهر الماضية.
شكوى إلى مجلس الأمن
ودعت وزارة الخارجية السورية في رسالة لها وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته في ما وصفته “اعتداءات وخيانة ميليشيات قسد المدعومة بشكل أساسي من الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية مقتل سبعة مدنيين في الشحيل بريف دير الزور.
وجاء في الرسالة التي نقلتها وكالة “سانا”، “ارتكب طيران التحالف الأمريكي بتاريخ 9 من أيار 2019 مجزرة مروعة في مدينة الشحيل بريف دير الزور ذهب ضحيتها سبعة مدنيين من أسرة واحدة وفي بيت واحد”.
وأضافت الرسالة، “تأتي هذه المذابح الأخيرة التي تقوم بها ميليشيات قسد، التي تطلق على نفسها قوات سورية الديمقراطية، بدعم وتواطؤ من التحالف الأمريكي، إثر مذابح أخرى ارتكبتها في مختلف أنحاء المنطقة الجنوبية الشرقية من محافظة دير الزور وذلك بهدف إخضاع المواطنين السوريين الشرفاء المطالبين بحقوقهم وبعودة الدولة السورية لممارسة دورها في هذه المنطقة”.
كما حملت “قسد” المسؤولية بالتقصير الحالي بقطاعات الحياة في مناطق شرق الفرات، إلى جانب اتهامها بأساليب البطش بحق الأهالي وارتكاب ما وصفته بـ “الجرائم الوحشية” بحقهم.
ولا تعلق “قسد” وأذرعها الإعلامية على الاتهامات الموجهة إليها من النظام، وتغض الطرف عادة عن التعليق، بينما تتعامل بنموذج عدواني مع فصائل المعارضة السورية في مناطق سيطرتها شمالي سوريا.
وتسيطر “الإدارة الذاتية” بذراعها العسكرية “قسد” على مناطق شرق شمالي سوريا، مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ويسعى النظام إلى استعادة تلك المناطق من سيطرة “قسد” عبر مفاوضات عديدة جرت خلال العام الماضي برعاية روسية.
لكن المفاوضات لم تنجح بسبب رفض النظام لمشاركة “الإدارة الذاتية” في الحكم.
وتكثفت المفاوضات بين “قسد” والنظام السوري عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من شرق سوريا، منتصف الشهر كانون الأول الماضي.
وعقب ذلك بدأت القوات الكردية التفاوض مع النظام من أجل دخول قواته إلى مدينة منبج في محاولة لمنع القوات التركية من دخولها.
–
احتجاجات في قرى ريف دير الزور الشمالي الغربي على ممارسات ميليشيا “قسد”- فيديو
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :