أبلغت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بأن الهجوم على مدينة إدلب شمالي سوريا هو “عمل محدود”، بحسب المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري.
وقال جيفري في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الجمعة 10 من أيار، إن “روسيا أبلغتنا بوضوح أن هذا الهجوم عمل محدود ردًا على قصف هيئة تحرير الشام المتكرر على قاعدة حميميم. لا نستطيع التأكد من ذلك”.
وأضاف جيفري أن العملية إلى الآن محدودة، لكن يجب أن تتوقف حاليًا، بعدما قتلت 100 شخص ودفعت عشرات الآلاف للنزوح.
واعتبر المبعوث الأمريكي أن الصورة معقدة في إدلب ولا يمكن تقدير ما تريده روسيا والنظام السوري، فـ”النظام قال بوضوح إنه لا يريد اتفاق سوتشي ووقف النار ويريد أخذ إدلب، ولم نرَ انخراطًا روسيًا كاملًا سابقًا سوى بعض القصف. يبدو الآن أن الصورة مختلفة”.
وأكد أن أمريكا ستصعد الضغط إذا استمر الهجوم العسكري على إدلب، لكن “كيف سنقوم بذلك؟ هذا يعود إلى الرئيس دونالد ترامب والقيادة السياسية كي يقرروا ذلك”.
ويتزامن حديث جيفري مع استمرار الطائرات الروسية والمروحية التابعة للنظام السوري بقصف مناطق الريف الجنوبي لإدلب، وصولًا إلى ريفي حماة الشمالي والغربي، ما أدى إلى نزوح أكثر من 100 ألف مدني من المنطقة، ومقتل 122 مدنيًا، في الفترة ما بين 26 من نيسان حتى 9 من أيار، بحسب أرقام الدفاع المدني.
وتدخل إدلب في اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا منذ أيلول الماضي، إذ اتفقتا على إنشاء منطقة منزوعة السلاح وتسيير دوريات مشتركة.
وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأشهر الماضية، مرارًا من الهجوم على إدلب، واعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أيلول الماضي أن “الهجوم على إدلب سيكون عملًا متهورًا ونعارضه بشدة”.
جيفري أكد أن “أمريكا على تواصل مع الروس والأتراك والمعارضة حول هجوم إدلب، قلنا بوضوح لكل الأطراف إننا نريد وقف هذا الهجوم”.
وأشار إلى أن الهجوم على إدلب سيؤدي إلى تدفق اللاجئين والنازحين، ويعني بأن النظام والروس متمسكون بالحل العسكري وليس الحل السياسي، وهذا يعقّد الحل السياسي، و”نرى هذا من وجهة نظرنا، كارثة حقيقية”.
وكان السيناتور الأمريكي، ليندسي غراهام، دعا ترامب إلى التدخل وحماية محافظة إدلب من هجوم النظام السوري وروسيا.
وقال غراهام عبر حسابه في “تويتر”، الاثنين 6 من أيار، إن على ترامب والعالم التحدث بخصوص هجوم جديد من قبل الأسد على مدينة إدلب.
وأضاف السيناتور أن مجزرة ستحصل في المنطقة إضافة إلى محنة اللاجئين، مشيرًا إلى أنه “حان الوقت لكي يقف العالم في وجه جزار دمشق، احموا إدلب”.
وتزامن ذلك مع طلب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، من نظيره الروسي، سيرغي لافروف، إيقاف الهجوم على إدلب.
–