روى قيادي في “الجيش الحر” ما حصل في منطقة قلعة المضيق بريف حماة الغربي، والتي سيطرت عليها قوات الأسد دون قتال.
وقال القيادي (طلب عدم ذكر اسمه)، الخميس 9 من أيار، إن مقاتلي قلعة المضيق لم ينسحبوا، لأن التصدي في الأساس اقتصر على “جيش النصر” وقسم من أبناء المنطقة.
وأضاف القيادي أن تمثيل الفصائل في قلعة المضيق كان “قليل ومخز”، موضحًا، “بقي في القلعة قسم صغير من أولاد المنطقة، دون وجود سلاح ثقيل أو متوسط”.
وكانت قوات الأسد سيطرت، أول أمس الأربعاء، على بلدة كفرنبودة في الريف الشمالي الغربي، وأتبعتها بمدينة قلعة المضيق وثلاث بلدات غربي حماة.
ودخلت قلعة المضيق، صباح الأمس، دون أي قتال، بعد انسحاب الفصائل العسكرية منها بشكل مسبق.
وبحسب القيادي، منذ ثلاثة أيام شهدت المنطقة أول محاولة اقتحام عن طريق السبعة، وتصدى أبناء المنطقة لها، لكن طرق الإمداد انقطعت ولم تصل أي مؤازرة أو ذخيرة.
وقال القيادي إن عدة جثث من مقاتلي أبناء المنطقة بقيت في قلعة المضيق، دون القدرة على سحبها.
وتعتبر “هيئة تحرير الشام” القوة الضاربة في ريفي حماة الشمالي والغربي، ولم تعلق على الوضع الميداني، فيما بررت “الجبهة الوطنية للتحرير” الانسحاب بأن المنطقة ساقطة عسكريًا.
وأوضح القيادي أن الفصائل العسكرية لو أنها بدأت عملًا عسكريًا من محور الحابوسة وتل برهان، كان من الصعب على قوات الأسد التقدم، مشيرًا، “البارودة تقطع الإمداد على الحابوسة وحاجز الآثار”.
وتمثل قلعة المضيق بوابة سهل الغاب، وتعتبر الخزان الزراعي والتجاري الذي ترتكز عليه قرى ريف حماة الأخرى، كما أنها إحدى خواصر جبل شحشبو، الذي يعد امتدادًا لجبل الزاوية في الجزء الشمالي الغربي من مدينة حماة.
وتعتبر البلدة بالنسبة للقرى المحيطة بها ومناطق الشمال السوري “المحرر”، معبرًا جنوبيًا يوازي معبر باب الهوى مع الأراضي التركية، فهي نقطة وصل على طريق التجارة والسفر الذي فرضته سنوات الحرب، نظرًا لحساسية التعامل مع المنطقة كونها “متنوعة ديموغرافيًا”.
وقال القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفًا من المساءلة من قبل الفصائل، “المنطقة (قلعة المضيق) متفق عليها، والمعركة التي تم الحديث عنها لإرضاء الشارع”.
وأكد أن تمثيل الفصائل الكبرى في قلعة المضيق، اليوم، “مخجل ومخزي (…) أقصد الهيئة وفيلق الشام وحتى جيش العزة”.
وعلى مدار السنوات الماضية كانت قلعة المضيق تخضع لسيطرة الفصائل العسكرية، ما عدا قلعتها الأثرية التي تقع في الجهة الجنوبية من المنطقة، على تلة كبيرة مرتفعة، والتي بقيت النقطة الوحيدة التي تفيد النظام السوري لإشرافها العالي على السهل، من خلال القيام بعمليات الاستطلاع والرصد.
وحتى اليوم لم تتضح الأهداف التي ترنو إليها قوات الأسد من عمليتها العسكرية، سواء باستمرارها أو توقفها عند مناطق معينة.
ويأتي ما سبق في الوقت الذي تستمر فيه الطائرات الروسية والمروحية التابعة للنظام السوري بقصف مناطق الريف الجنوبي لإدلب، وصولًا إلى ريفي حماة الشمالي والغربي.