قياديون في المعارضة يشرحون ما يحدث في إدلب
يستمر التصعيد الجوي من جانب النظام السوري وروسيا على محافظة إدلب، والذي قتل إثره عشرات المدنيين، وأدى إلى موجات نزوح زادت على 300 ألف مواطن من المنطقة “منزوعة السلاح” المتفق عليها في “سوتشي” الروسية، في أيلول 2018.
وبدأت قوات الأسد، أمس الاثنين، عملًا عسكريًا في الريف الغربي لحماة، تمكنت فيه من السيطرة على قرية الجنابرة وتل عثمان “الاستراتيجي”، وسط محاولات من جانبها للسيطرة على منطقة تل الصخر في الريف الشمالي لحماة.
ومع تتابع الأحداث التي تشهدها المحافظة يبقى المصير الذي ستكون عليه المنطقة ضبابيًا، ويزيد من ذلك غياب الموقف التركي والذي يعتبر ضامنًا لاتفاق “سوتشي”، ولاعبًا أساسيًا على الأرض من خلال 12 نقطة مراقبة متوزعة على طول حدود إدلب.
فيما عرض قياديون في المعارضة وجهات نظرهم عن أسباب الوضع الذي تعيشه إدلب، بينهم رئيس المكتب السياسي والعلاقات الخارجية في حركة “أحرار الشام الإسلامية”، لبيب النحاس، والذي نشر سلسلة تغريدات عبر “تويتر” تحدث فيها عن أسباب التصعيد الذي تتعرض له إدلب.
هل توجد صفقة؟
وقال النحاس إن التصعيد لا يخرج عن سياق خطة روسيا التي كانت دائمًا مبنية على الحسم العسكري وتجريد تركيا من أوراق الضغط في سوريا لتتمكن من فرض حلها، مضيفًا أن الاستراتيجية الروسية لم تتغير ولكن الانهيار المتسارع للنظام وانسداد أفق المسار السياسي عجل بهذه الخطة.
واعتبر أنه ليست هناك صفقة لبيع إدلب، لكن يوجد ضعف في القيادة وسوء في التقدير وتقصير تراكمي في الأداء، و”تواكل على حلفاء لم نبنِ معهم علاقات سليمة وصحية، ولم نكلمهم بلغة المصالح”.
وبحسب القيادي فإن “إدلب ستسقط في حالة واحدة، إذا حولناها إلى نبوءة تحقق نفسها، بتسليمنا بنظريات المؤامرة والصفقات وترويجنا لها واستسلامنا لإعلام العدو واقتناعنا بأننا مسلوبو الإرادة والقرار (…) مستقبل إدلب لم يحسم بعد وتاريخنا نكتبه بأيدينا”.
واللافت في التصعيد الذي تتعرض له محافظة إدلب أنه يتزامن مع ما تشهده منطقة تل رفعت والقرى المحيطة بها، إذ أطلق “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا عملية عسكرية نحوها، لكنه لم يثبت في المناطق التي سيطر عليها.
ويشير ما سبق إلى وجود تحركات من جانب تركيا وروسيا، لكن لم تتبين ماهيتها سواء في إطار التوافق أو الخلاف.
ويبدو أن الأمور في المحافظة تسير إلى التصعيد الأكبر، وخاصة على الأرض، إذ لا تتوقف المواجهات بين قوات الأسد وفصائل المعارضة في الريف الغربي لحماة، بينما أصدرت الفصائل العسكرية عدة بيانات أكد مضمونها التوجه للتصعيد العسكري، بعيدًا عن أي اتفاقيات مبرمة.
بشكل تدريجي؟
القصف الذي تنفذه الطائرات الروسية والمروحية يتركز على الريف الجنوبي لإدلب، وصولًا إلى ريفي حماة الشمالي والغربي، أي ضمن المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق على إنشائها بموجب اتفاق “سوتشي”، الموقع بين روسيا وتركيا، في أيلول 2018، الأمر الذي أدى إلى نزوح آلاف من السكان إلى المناطق الأكثر أمانًا على الحدود السورية- التركية.
وبحسب ما قال مصدر عسكري مطلع على تواصل فصائل إدلب مع تركيا (طلب عدم ذكر اسمه) لعنب بلدي، فإن تصعيد القصف يأتي من باب الضغط على الفصائل العسكرية لتسيير الدوريات المشتركة الروسية- التركية في المنطقة منزوعة السلاح، مضيفًا أن رفض تسيير الدوريات الروسية يأتي من جانب فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” وليس “هيئة تحرير الشام”، والتي وافقت على تسييرها لكن بمرافقتها.
واستبعد المصدر عملية عسكرية من جانب قوات الأسد على محافظة إدلب، معتبرًا أن دخول الدوريات الروسية إلى المنطقة منزوعة السلاح يعتبر خطوة أولى لعودة بعض المناطق إلى سيطرة النظام السوري، ومن المفترض أن يعقب الأمر إجراءات تدريجية من قبل روسيا للاستحواذ على مركز مدينة إدلب.
وبحسب المصدر، ففي حال دخول الدوريات الروسية إلى المنطقة منزوعة السلاح تؤمّن قوات الأسد محافظة حماة بالكامل أو اللاذقية من أي استهداف من جانب فصائل المعارضة والتشكيلات الجهادية المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.
تهجير بالدرجة الأولى
من جانب آخر قال شرعي “فيلق الشام”، عمر حذيفة، إنه لا توجد معلومات مؤكدة عما يحصل في إدلب، مضيفًا، “لا أعتقد أن أحدًا يعرف ما يحصل في الساحة سواء الجيش الحر أو أي طرف آخر (…) كل ما يتكلم عنه على سبيل الظنون والتخمين وليس على سبيل التأكيد”.
وأوضح حذيفة لعنب بلدي أن ما يحصل هو عبارة عن تصرفات لدول عظمى، بعد أن خرجت القضية السورية من أيدي أبنائها “بسبب تقاعسهم وأنانيتهم وغفلتهم”.
ويتركز وضع محافظة إدلب بين طرفين أساسيين هما تركيا وروسيا، واللتان وقعتا اتفاق “سوتشي”، في أيلول العام الماضي، لإيقاف إطلاق النار بموجبه بشكل كامل، والتوجه إلى فتح الطرقات الاستراتيجية المارة في المحافظة.
ويرى حذيفة أن ما يحصل في إدلب هو استنزاف للمعارضة بالضغط على الأهالي حتى ينزحوا إلى أماكن محددة، بمعنى أنه “تهجير بالدرجة الأولى”.
واعتبر أنه لا يوجد اقتحام لإدلب حصرًا، لكن قد تكون بعض العمليات المحدودة سواء من النظام السوري أو المعارضة.
وبحسب حذيفة فإن المرحلة المقبلة هي سياسية وليست عسكرية، ولا يمكن الحصول على مكسب سياسي إلا بالضغط العسكري.
وإلى اليوم تكثر التحليلات عن المصير الذي ستكون عليه محافظة إدلب في الأيام المقبلة، دون الأخذ بها كحالة مؤكدة، خاصةً مع غياب التوضيحات من جانب فصائل المعارضة والتي رفعت جاهزيتها بشكل كامل على جبهات المحافظة، لصد أي هجوم قد يقدم عليه النظام السوري، بحسب ما قال المتحدث باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي المصطفى لعنب بلدي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :