ماذا نستطيع أن نفعل لأجلهم؟
ترجمة: أربع سنوات من الحرب.. جيل سوري ضائع
“أتذكر المشي مع عائلتي تحت حر شمس الصيف بجانب القلعة”، يقول حسن ذو الـ12 ربيعًا.
“والدي اعتاد على أن يشتري لنا الآيس كريم ويغني في طريق العودة.. كم أتمنى لو أننا نعلق في تلك الذكريات إلى الأبد”؛ أما اليوم، فقد توفي والد حسن، بينما أضحى هو واحدًا من 3.5 مليون طفل سوري فقدوا منازلهم وأسرهم وطفولتهم، إنهم جيل سوريا الضائع.
قبل عدة سنوات عاش حسن طفولة طبيعية، ومع بداية “الحرب” تغيرت الأمور فجأة وبشكل وحشي.
تُرك من دون رعاية
عاش حسن مع عائلته في بلدة المليحة بالغوطة الشرقية بدمشق فيما مضى، ومع بداية الحرب أصبحت هذه البلدة الآمنة جبهة للصراع، وأضحت فجأة مرتعًا للدمار والخوف، يقول حسن “اتصل بنا عمي وأخبرنا بأنه قادم لأخذنا بسيارته البيك آب”.
ويضيف “أتذكر ذلك اليوم جيدًا، عندما بدأت قذائف الهاون تتساقط خلفنا بشكل جنوني ونحن في طريقنا للخروج من البلدة… سقطت قذيفة قريبة من السيارة، بينما تناثرت شظاياها واخترقت إحداها قلب والدي؛ كان قميصة مليئًا بالدم، سقط بعدها من السيارة ومات”.
ويتابع حسن “صرخت وبكيت وتوسلت لعمي لكي يوقف السيارة”، ولكنه قال لي: أتريد أن تموت أنت أيضًا، قذائف الهاون تتساقط خلفنا ولا أستطيع التوقف الآن”، مردفًا “شاهدت جسد أبي يصغر ويصغر كلما ابتعدنا عنه ليختفي بعدها تمامًا”.
قضى حسن عامين بعد الحادثة في كنف جدته، ولكن بالنسبة له لم تكن الصدمة قد انتهت بشكل كامل. إذ عانى في أحد الأيام من ألم وصداع شديدين في رأسه خلال دوامه في المدرسة وبقي في صفه أثناء فرصة الراحة، بينما كان أصدقاؤه يلعبون في الخارج؛ وينهي حديثه “كنت أنظر من خلال نافذة الصف إلى الخارج، عندما سقطت قذيفة هاون في باحة المدرسة وقتلتهم جميعًا، وغطت دماؤهم الأرض، كما أتذكر كيف بدأ الجميع بعدها بالركض والهرب خارج المدرسة دون أن يجدوا طريقًا يذهبون إليه أو يختبئون فيه”.
كم من الوقت سيستغرق إنهاء معاناة هؤلاء الأطفال؟
لا تعتبر قصة حسن فريدة من نوعها، فقرابة 3.5 مليون طفل سوري خاضوا تجارب عديدة من هذا النوع، كما مروا بمستويات مختلفة من الصدمة خلال السنوات الأربع الماضية من “الحرب” في سوريا.
“ها هم أطفال سوريا وشبابها يعانون أكثر من ذي قبل وسط الرعب واليأس، بعد دخول الحرب في سوريا عامها الخامس”، يقول ريتشارد بيتشلر، الرئيس التنفيذي لقرى أطفال SOS الدولية.
ويضيف “إنهم يُقتلون ويتعرضون للإصابة و التعذيب والنزوح، ويحرمون من حقوقهم في العيش بسلام وأمن، ولا يستطيعون أن يتعلموا؛ لقد فقدوا مستقبلهم، بعد أن حرموا من الرعاية الأبوية التي يحتاجون إليها. عدد كبير منهم لا يلقى الرعاية الجيدة، ولا نبالغ إن تحدثنا عن جيل ضائع كامل”، معتبرًا أن “قرى SOS وغيرها من المنظمات تقوم بعملها، ولكن كم من الوقت سيستغرق إنهاء هذه الأزمة والمعاناة المخجلة؟”.
منذ بداية الصراع، ساعدنا قرابة 88.500 طفل سوري معظمهم من النازحين الذين يعيشون داخل سوريا، واليوم نحن نرعى حسن، وخلال العام القادم سنقوم برعاية 1000 طفل آخرين أبعدوا عن عائلاتهم بسبب ظروف الحرب، وفق ما يقول بيتشلر، بالإضافة إلى تقديم المأوى والرعاية الصحية والتغذية والتدريب الجسدي والدعم النفسي لهم لمدة تصل إلى سنة.
ماذا سنفعل من أجلهم أيضًا؟
أماكن صديقة للأطفال: بتوفير بيئة آمنة للأطفال المشردين في الداخل السوري، ليستطيعوا الحصول على فرصة جيدة في العيش بأمان ولرفع سوية معيشتهم.
الغذاء: بتوفير الغذاء ل 25 ألف شخص، بما فيهم 15 ألف طفل في أربعة مواقع رئيسية تشمل دمشق وحلب وحمص. وسيكون هناك سلل غذائية لإطعام الأسر هناك لمدة شهرين.
ما الذي أستطيع “أنا” فعله؟
يمكنك مساعدتنا على توفير الرعاية والغذاء والدعم للأطفال المعرضين للخطر، من خلال التبرع الشهري لمشاريعنا في سوريا؛ إذ سيتم إنفاق أموالك على من يحتاجونها بشكل كبير، سواء كان ذلك في سبيل إعالة المتضررين من الحرب، أو لدعم الأطفال الذين يعيشون في قريتنا للأطفال في دمشق.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :