دمشق.. المحروقات مهددة بـ “الانقراض” ويلا عالبسكليت
لم يعد خافيًا تأزم الوضع المعيشي وانهيار اقتصاد سوريا، مع دخول الثورة السورية عامها الخامس؛ لكن مسؤولي نظام الأسد يعمدون إلى تحويل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة إلى “مبادرات شبابية”.
المحروقات سلعة نادرة
قبيل اندلاع الثورة السورية، كانت البلاد تشهد اكتفاءً ذاتيًا في المنتجات النفطية، ولاقت أسعارها ارتفاعات طفيفة ومقبولة عند الأهالي إلى حد ما، إلا أن سيطرة المعارضة بمختلف مسمياتها على الآبار النفطية، وخروجها عن طاعة الأسد، جعل تأمينها غاية لاتدرك.
وأصبح الحصول على مادتي المازوت والبنزين ضربًا من الخيال للمواطن العادي أو ذوي الدخل المتوسط، يقول أبو إحسان الذي خرج من دمشق قبل شهر، “ركنت سيارتي منذ 6 أشهر ولم أعد أستطيع تحمل أعباء وقودها من حيث السعر وحتى من ناحية تأمينه”، وأضاف “سعر ليتر البنزين إن وجد 250 ليرة، وبعد تبويس شوارب مختار الحارة قدرت جيب 250 ليتر مازوت للشتوية، الليتر بـ 190 ليرة”.
أبو إحسان رجل أربعيني توجه مع عائلته إلى اسطنبول ليجد مستقرًا وعملًا، ويردف لعنب بلدي “المعيشة في دمشق ضرب من الخيال لموظف مثلي أبناؤه طلاب إعدادي وابتدائي”، موضحًا “راتبي كان 35 ألفًا وأصرف بالشهر 100 ألف.. الدين هلكني”.
قصة أبو إحسان تنطبق على واقع مأساوي يعيشه معظم السوريين اليوم، ويلقي بظلاله على طرق المعيشة التي كانت متبعة في السابق، ومحاولة التأقلم مع أسلوب جديد أقرب مايكون لحياة التقشف.
حلول ومبادرات “جذابة”
بعد أن كان اقتناء “البسكليت” أو الدراجة الهوائية يقتصر على البسطاء ومحدودي الدخل والأطفال، أصبح اليوم وبفضل الوضع الاقتصادي المتأزم، حلًا مقبولًا تشجع عليه حكومة الأسد وتطلق له عنان المبادرات.
“هولندا وأوروبا بشو أحسن مننا”، تتهكم هبة الدمشقي (اسم حركي) وهي متطوعة في إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في المحافظة، وتتابع لعنب بلدي “مجموعة شابات وشبان أبناء مسؤولين من أوتستراد برزة والمالكي يطلقون مبادرة يللا عالبسكليت، برعاية من عطوفة الأسد وحرمه”.
وتردف الدمشقي في حديثها عن ظاهرة الدراجات الهوائية “يحاول هؤلاء المتطوعون إقناع الأهالي بأن البسكليت هي فكرة حضارية ومساعدة على الرياضة وتحافظ على البيئة وتقي من خطر التلوث”، وتضيف “القصف المحيط والكيميائي القريب واليرقان المنتشر كله عادي”.
يذكر أن محافظة دمشق قامت أمس الثلاثاء بإنشاء مواقف خاصة للدراجات الهوائية على أوتستراد المزة، تلك المنطقة المخصصة لتجار دمشق وضباط الأسد.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :