سياقات تنذر باستمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل و”حماس”
عنب بلدي – خالد خليل
ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى عشرة فلسطينيين وجرح العشرات، بينما قتل مدني إسرائيلي وأصيب آخرون، في ظل تصعيد عسكري متبادل ومستمر لليوم الثاني على التوالي بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في القطاع.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور أشرف القدوة، في تغريدة عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، اليوم 5 من أيار، إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل عشرة مدنيين، من بينهم امرأة حامل وجنينها وطفلتها الرضيعة، وإصابة 90 آخرين بجروح مختلفة.
وأضاف القدوة أن وزارة الصحة أعلنت رفع حالة الجهوزية والاستعداد في جميع الأقسام الحيوية بالمستشفيات ومنظومة الإسعاف والطوارئ في القطاع.
*وزارة الصحة الفلسطينية_الاحد 3:05م||*
🚨 10 شهداء منهم (سيدة وجنينها ورضيعة اخرى من نفس العائلة ) و اصابة 90 مواطن بجراح مختلفة جراء التصعيد الاسرائيلي المستمر لليوم الثاني على قطاع غزة وحتى الان.
— د.أشرف القدرة (@press221) May 5, 2019
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن مدنيًا إسرائيليًا قتل متأثرًا بجراحه، ليلة أمس، جراء سقوط قذيفة في ساحة منزله في عسقلان، كما أحصت الصحيفة عشرات الإصابات التي سببتها القذائف التي تطلقها الفصائل من القطاع.
وأضافت الصحيفة، بحسب ما ترجمت عنب بلدي، أن الجيش الإسرائيلي قصف 220 هدفًا داخل القطاع، يدعي أنها أهداف عسكرية، وفي المقابل رصد نحو 450 عملية إطلاق قذائف من قبل الفصائل الفلسطينية باتجاه المدن والمستوطنات المتاخمة للقطاع، التي أعلنها الجيش الإسرائيلي “منطقة حمراء” تكرر فيها سماع “صفارات الإنذار”.
ووفقًا لما تنشره “إسرائيل اليوم” والصحف العبرية الأخرى، نقلًا عن الناطق العسكري الإسرائيلي، فإن سلاح الجو دمر منصة لإطلاق القذائف وقصف بناية الاستخبارات العسكرية العامة في حي الرمال، ومصنعًا لإنتاج الصواريخ، ونفقًا للجهاد الإسلامي.
وأعلنت “الغرفة العسكرية المشتركة للفصائل الفلسطينية” مسؤوليتها عن إطلاق عشرات الصواريخ تجاه إسرائيل “ردًا على العدوان الإسرائيلي والاستهداف المتعمد للمتظاهرين والمقاتلين”.
وقالت الغرفة في بيان، نشرته يوم أمس، السبت،”نحن في غرفة العمليات المشتركة نتعقب سلوك إسرائيل، وإلى أي مدى تلتزم بالهدوء وسنرد وفقًا لذلك. سيكون الرد أشد وأصعب بكثير إذا استمر العدوان”.
قبل تشكيل الحكومة
يرحج الجانب الإسرائيلي استمرار الحملة العسكرية ضد القطاع في ظل فشل الوصول إلى وقف لإطلاق النار، بالتزامن مع وجود ممثلين عن حركة “حماس” وفصيل “الجهاد الإسلامي” في القاهرة بهدف التوصل إلى تهدئة.
في هذا السياق، أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، ظهر اليوم الأحد، إلى القوات الإسرائيلية بمواصلة الهجمات المكثفة على القطاع وحشد التعزيزات العسكرية في محيطه.
ويأتي هذا التصعيد المتبادل على حدود القطاع، في ظروف استثنائية يشهدها الطرفان، في ظل “مرحلة انتقالية” تشهدها إسرائيل على مستوى تشكيل الحكومة، حيث يواصل نتنياهو جهوده لتشكيل الحكومة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية في الشهر الماضي.
ويترتب على ذلك، صعوبات في اتخاذ القرارات حيال القضايا الاستراتيجية، لا سيما القرارات العسكرية التي لا تتحمل انتظار انطلاق الحكومة الجديدة.
استضافة مهرجان الأغنية الأوروبية
كما يثير التصعيد العسكري في الجنوب مخاوف الإسرائيليين من إلغاء فعاليات مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، وهي حدث فني عالمي تستضيفه إسرائيل لأول مرة، ومن المقرر أن ينطلق في 18 من أيار الحالي، في تل أبيب على مدى ثلاثة أيام.
ويتوقع أن يلغى الحفل في حال وصلت قذائف غزة إلى منطقة كوش دان في تل أبيب، أو في حال تطورت الأحداث إلى ما هو أسوأ، بحسب ما ذكرت صحيفة “هآرتس”.
ومع ذلك أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية السماح بمواصلة الاستعدادات للحدث الفني، وإلى الآن لم يلغ أي وفد من الوفود المشاركة رحلته للوصول إلى تل أبيب.
كما تشهد إسرائيل احتفالات “عيد الاستقلال”، في ذكرى النكبة قبل 71 عامًا، وجرت العادة أن يحتفل الإسرائيلي بهذه المناسبة بالتنزه وإقامة الرحلات والحفلات.
وبعيدًا عن الأسباب المباشرة لاندلاع جولة المناوشات العسكرية وتبادل القصف، تذهب الصحف العبرية، ومنها صحيفة “إسرائيل اليوم” إلى أن الفصائل تحاول ابتزاز إسرائيل عشية انطلاق الحدث الفني “يوروفيجن”، للحصول على تنازلات أكثر بالتزامن مع وجود ممثلين عن الفصائل في القاهرة جاهزين للتفاوض.
رمضان على الأبواب
في المقابل، تأتي موجة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد القطاع قبل بداية شهر رمضان، الذي يبدأ غدًا الاثنين، وفي ظل توقعات استمرار التصعيد، الأمر الذي سيزيد من معاناة أهالي القطاع، الذين يشتكون من حصار إسرائيلي منذ 2006.
وبحسب صحيفة “إسرائيل اليوم”، يحظى الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة عادة بتسهيل تأشيرات الحركة والدخول إلى إسرائيل، الأمر الذي يسمح لمئات الآلاف بزيارة أسرهم والوصول إلى الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
وتتهم الفصائل الفلسطينية إسرائيل بعدم الإيفاء بالتزامتها، مع اقتراب شهر رمضان، على ضوء التفاهمات التي توصلت إليها الوساطة المصرية بين الطرفين، والتي يأمل من خلالها سكان القطاع بالحصول على زيادة كمية البضائع التي يتم نقلها إلى قطاع غزة، وزيادة مساحة الصيد في شواطئ القطاع.
ومن أهم الاتهامات التي توجهها الفصائل هي عرقلة الجانب الإسرائيلي وصول المنحة النقدية من قطر، لدفع رواتب موظفي إدارة حماس والأسر المحتاجة، بينما تبرر إسرائيل ذلك بأن “قطر تأخرت في تحويلها لأسبابها الخاصة”، بحسب صحيفة “إسرائيل اليوم”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :