د. أكرم خولاني
شهر رمضان هو أحد الأشهر القمرية الذي يصوم فيه المسلمون عن الطعام والشراب في أثناء النهار من شروق الشمس أي أذان الفجر حتى غروبها أي أذان المغرب، ولا شك أن لصيام رمضان فوائد دينية واجتماعية، ومع أن الحديث النبوي (صوموا تصحوا) حديث ضعيف الإسناد إلا أن للصيام فوائد صحية عديدة أثبتها العلم الحديث.
ما فوائد الصيام الصحية
أثبتت الأبحاث أن كمية الطاقة الحرارية الأساسية (BMR) التي يحتاج إليها جسم الإنسان في حالة الراحة لتشغيل أجهزته تنخفض بـ معدل 1% كل يوم خلال الصوم، حتى تصل إلى 75% من قيمتها العادية، أي أن كمية الطاقة التي يحتاج إليها الشخص خلال الصوم هي أقل من تلك التي يحتاج إليها في الأيام العادية.
كما أن الجهاز الهضمي يأخذ فترة من الراحة لمدة لا تقل عن 12 ساعة يوميًا، ما يساعد على تحسين أدائه.
كذلك يزيد استقلاب سكر الغلوكوز لإنتاج الطاقة للجسم، ما يخفض مستوياته في الدم وهذا يؤدي إلى خفض إنتاج الأنسولين من البنكرياس، ما يساعد على راحة البنكرياس.
ويساعد الصيام على زيادة حرق الدهون لإنتاج الطاقة اللازمة للجسم، وهذا يخفض مستوى الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم.
ويخفض الصيام مستويات ضغط الدم، إذ تقل كمية الماء في الجسم، وتنخفض معدلات التمثيل الغذائي، وتنخفض معدلات الهرمونات كالأدرينالين، وتنخفض الشحوم الضارة (الكوليسترول والشحوم الثلاثية) في الدم، وكل ذلك يقي من تصلب الشرايين ويقلل من جلطات القلب والدماغ.
ويحفز الصيام خسارة الوزن، حيث يعمل على منع تخزين الدهون في الجسم، وحرق الدهون المخزنة، ولانخفاض الوزن تأثير إيجابي على توازن ضغط الدم، والسكري، والكبد الدهني، وغيرها من الأمراض.
ويعزز الصيام إزالة السموم، خاصة المواد الحافظة والإضافات الغذائية التي تتحول إلى سموم داخل الجسم ويتم تخزينها داخل خلايا الجسم، وفي أثناء الصيام يتم حرق تلك الخلايا والتخلص من السموم من خلال الكبد والكلى، وإن التخلص من السموم المتراكمة وتناقص نسبة التخمر في الأمعاء تقلل من حدوث الدمامل والبثور، وتساعد على شفاء بعض الالتهابات كالتهاب المفاصل والنقرس، وتخفف من الحساسية الجلدية، وتقلل من حدة بعض الأمراض الجلدية كالصدفية.
كذلك يعزز الصيام الجهاز المناعي، عن طريق زيادة عدد كريات الدم البيضاء والحمراء وعدد الصفيحات الدموية، وإزالة سموم الجسم، وخفض الدهون، وتعزيز المحتوى الغذائي للجسم من الفيتامينات والمعادن عن طريق الخضراوات والفواكه التي يكثر تناولها في رمضان، وتحفيز تجدد الخلايا بعد التخلص من الخلايا الضعيفة، كل ذلك يساعد على تقوية جهاز المناعة.
وأخيرًا فإن الصيام يساعد في التغلب على مشكلات الإدمان على النيكوتين والكافيين وغيرها، إذ إنه يجبر الصائم ألا يقترب منها، وهذا يساعده في زيادة إرادته في التخلص منها.
ما الأعراض الجانبية للصيام؟
رغم فوائد الصيام الصحية للجسم إلا أن هناك بعض الأعراض الجانبية التي يشعر بها الصائم، والتي لا تشكل خطرًا، إلا أنها قد تسبب الإزعاج وهي:
- الصداع.
- الإعياء والتعب بسهولة.
- انخفاض في ضغط الدم.
- صعوبة القيام ببعض المهام كتشغيل الآلات أو قيادة السيارات.
- استثارة بعض الأمراض الكامنة مثل الحصيات الكلوية والمرارة أو النقرس.
وبشكل عام لتجنب الأعراض الجانبية للصيام وتحقيق الفوائد الصحية يجب الاعتدال في تناول الطعام على السحور والإفطار، وزيادة تناول الخضار والفواكه، وتقليل تناول الدهون والسكريات، والإقلاع عن التدخين، وممارسة النشاطات الفيزيائية بشكل معتدل.