الكمأة، وتسمى في الشام بالكما، والفقع في منطقة الخليج والجزيرة العربية، والعبلاج في السودان، والترفاس في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، وهي فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار الغزيرة، لذلك يقال عنها نبات الرعد، أو بنت الرعد، وهي لا تنمو بالزراعة التقليدية، لذلك فهي غالية الثمن.
وتنمو الكمأة بعمق من 5 – 15 سم تحت الأرض، خاصة بالقرب من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط، وتتكاثر وتتفرع تحت الأرض لذلك سميت بالكمأة، وهي ليست نباتًا بل هي من الكائنات الحية الدقيقة (فطور)، وهي لا تحتوي على اليخضور (الكلوروفيل) وبالتالي لا تقوم بعملية التركيب الضوئي وإنما تعتمد في غذائها على بقايا حيوية موجوده في التربة من نباتات وبقايا حيوانات، حيث يقوم البرق بفك الروابط الهيدروجينية لهذه البقايا، ما يساعد الكمأة على النمو، ويعرف مكانها إما بتشقق سطح الأرض التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق موقع وجودها، وعند العثور علي الكمأة يجب حفظها في مكان مظلم وبارد والأفضل وضعها في سلة أو كيس ورقي وعدم وضعها في كيس بلاستيكي لتجنب فسادها وتغير مذاقها، إذ إنها تفسد خلال فترة قصيرة نسبيًا بعد جمعها، وإذا لم تجمع الكمأة فإنها تتحول إلى تراب.
وتكون الكمأة على شكل درنة البطاطا، شكلها كروي لحمي رخو منتظم، وسطحها أملس أو درني عليه تشققات تمتلئ عادة بالتراب، ويختلف لونها من الأبيض إلى الأسود، وتكون حبات الكمأة بأحجام متفاوتة، فبعضها صغير بحجم حبة الحمّص، وبعضها قد يصل إلى حجم حبة البرتقال، وللكمأة الصحراوية أنواع يبلغ عددها حوالي 30 نوعًا.
وتنمو الكمأة عادة في المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وفي منطقة الشرق الأوسط، فهي تنمو بكثرة في السعودية والكويت والعراق والبادية السورية (مدينة السخنة تحديدًا)، وفي فرنسا وإيطاليا وفي إيران، وتعتبر الكمأة الموجودة في منطقة السخنة السورية وما حولها من أجود الأنواع في العالم.
وللكمأة قيمة غذائية عالية، فهي تحتوي على بروتين، ومواد نشوية، ودهن بنسبة قليلة (لا تحتوي على كوليسترول)، وتحتوي على معادن (الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم)، كما تحتوي على فيتامينات (ب1و ب2 وأ)، وتحتوي على كمية من النيتروجين والكربون والأوكسجين والهيدروجين، وتحتوي أحماضًا أمينية، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهًا بتركيب اللحم، وطعم المطبوخ منها شبيه بطعم كلى الضأن.
فوائدها للصحة
قال رسول الله (ص) “الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين”، أي أنها من الأشياء التي امتن الله بها على عباده لفوائدها العظيمة ونموها دون تدخل الإنسان، وسنذكر هنا أهم فوائدها الصحية:
1- غذاء جيد: حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها، وتحتوي على معظم المغذيات التي يحتاجها الجسم كما ذكرنا.
2- تخفف الالتهابات: تساعد بشكل فعال على تخفيف الالتهابات في الجسم، وعلى تعزيز عمل ووظائف جهاز المناعة عمومًا.
3- غنية بمضادات الأكسدة: تعتبر من المصادر الممتازة لمضادات الأكسدة التي تساعد الجسم على مكافحة الشوارد الحرة المسببة لمختلف السرطانات، كذلك فإن مضادات الأكسدة تساعد على خفض فرص الإصابة بالأمراض المختلفة، كأمراض القلب، والسكري.
4- تساعد على مكافحة الاكتئاب: ويعود ذلك لاحتوائها على مواد معينة تؤثر على الهرمونات وأغشية الخلايا في الجسم.
5- تعالج هشاشة العظام وتكسر الأظافر وضعف الشعر.
6- تمنح البشرة مظهرًا صحيًا وتحميها من عوامل التقدم بالعمر، وهي علاج ممتاز لتشقق الشفتين.
7- تقوي عمل القلب والأوعية الدموية وتحميها من الأمراض العديدة التي تصيبها.
8- تقوي الذاكرة وتغذي خلايا المخ وتمنع حدوث أمراض كالزهايمر وغيرها.
9- تقوي الرغبة الجنسية وتزيد النشاط لدى الجنسين.
10- مغذية للعين: حيث تحميها من أمراض عدة وتمنع حدوث التليف في مرض التراخوما عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف.
طرق التحضير
يجب أن تطبخ جيدًا ولا تؤكل نيئة حيث تسبب عسر الهضم، كذلك بعد الطبخ يجب عدم شرب الماء البارد بعدها لما في ذلك من ضرر على المعدة.
أولًا، مغلي الكمأة: يتم غسلها جيدًا وتجفيفها وسحقها ثم يضاف إليها الماء وتغلى بشرط ألا يقل زمن الغلي عن نصف ساعة، ويستخدم المغلي لعلاج العين ولتقوية الرغبة الجنسية.
ثانيًا، حساء الكمأة: المقادير (900 غ كمأة منظفة ومقطعة، 2 بصلة وسط مقطعة شرائح ،2 بندورة وسط مقطعة، 2 ملعقة كبيرة معجون البندورة، ½ ملعقة صغيرة كركم، ½ ملعقة صغيرة زنجبيل مبروش، 2 ملعقة كبيرة زيت، عصير ليمون حامض، 1 ملعقة صغيرة بهار، كمية ملح حسب الرغبة)، يحمر البصل بالزيت، ثم تضاف بقية المكونات ما عدا الكمأة وتقلى جيدًا، ثم تضاف حبات الكمأة وتقلى، وتضاف كمية كافية من الماء للحصول على صلصة كثيفة، ثم تخفف النار وتترك لمدة 15 دقيقة تقريبًا حتى تنضج الكمأة وتتبخر تقريبًا كل كمية الماء، ويقدم الحساء ساخنًا.
أخيرًا ننبه إلى عدم أكل الكمأة من قبل المصابين بأمراض في المعدة أو الأمعاء، كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية والأمراض الجلدية.