عنب بلدي – إدلب
تعود حافلات النازحين إلى واجهة المشهد الميداني في الشمال السوري مع تزايد القصف على مناطق عدة في ريفي إدلب وحماة، في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية قاسية، وضعف في الاستجابة من بعض المنظمات الإغاثية.
وثق فريق “منسقي الاستجابة” نزوح أكثر من 43 ألف مواطن منذ نهاية نيسان الماضي وحتى السبت 4 من أيار، وهي الفترة التي شهدت تصعيدًا كبيرًا من قوات الأسد والقوات الروسية في محافظة إدلب وريف حماة شمال غربي سوريا، إذ تم استهداف أكثر من 91 نقطة، من ضمنها 13 نقطة حيوية، تشمل أربعة مراكز طبية ومشاف، ونقطتين للدفاع المدني ومخيمين للنازحين، وخمس منشآت تجري فيها العملية التعليمية.
وتعمل فرق الدفاع المدني على إخلاء المناطق التي تتعرض للقصف في ريفي إدلب وحماة، ونقل السكان إلى المناطق الأكثر أمانًا، بينما يسعى فريق “منسقي الاستجابة” إلى حشد دعم لمساعدة المتضررين من النزوح.
الفقر سبب لرفض النزوح
مع تزايد أعداد النازحين، والمخاوف من استمرار الهجمة العسكرية، يرفض بعض الأهالي دعوات الدفاع المدني للانتقال نحو مناطق آمنة بسبب الفقر وعدم الرغبة في ترك منازلهم.
قرية الشريعة في سهل الغاب بريف حماة، هي واحدة من القرى التي نزح أغلب سكانها عنها إثر حملة القصف الأخيرة على المنطقة، لكن بعض العائلات لا تزال ترفض مغادرة منازلها.
ويؤكّد محمد شاويش، مدير مركز “الدفاع المدني” في سهل الغاب، لعنب بلدي، قيام المتطوعين بإجلاء أغلب السكان الذي يصل عددهم إلى 30 ألف نسمة، بحسب تقديراته.
لكن نبيل الصطوف، وهو مواطن من قرية الشريعة، يقول لعنب بلدي إنه رفض دعوات الدفاع المدني للخروج من قريته، وأضاف “هناك من لا يملكون ثمن الخبز، كيف سيتدبرون أمورهم خلال النزوح”.
وأوضح الصطوف أن المنظمات الإغاثية لم تتحرك حتى الآن، ولم تمدد يد العون للنازحين.
محمد الخليف، هو مزارع يسكن في قرية باب الطاقة المجاورة لقرية الشريعة، وكان قد نزح سابقًا من قرية قبر فضة في ريف حماة الغربي، لكنه يرفض اليوم مغادرة مكان سكنه وأرضه التي يزرعها.
ويقول الخليف لعنب بلدي إنه لم يستجب لدعوة الدفاع المدني، معللًا ذلك بأنه مزارع ولا يملك حرفة يمكن أن يعمل بها في حال نزح عن قريته، مضيفًا “أفضّل الموت مع أطفالي هنا على النزوح”.
“كن عونًا”.. محاولات للتخفيف عن النازحين
مع التحركات المحدودة للمنظمات الإغاثية، أطلق فريق “منسقي الاستجابة” حملة “كن عونًا” لحشد الدعم بهدف التخفيف عن النازحين من مناطق الاستهداف.
ونشر الفريق يوم الجمعة، 3 من أيار، إعلانًا دعا فيه الفعاليات المدنية والأهلية والمجالس المحلية والمنظمات الإنسانية “لمتابعة أوضاع المهجرين من ريفي إدلب وحماة، ومد يد العون لهم لتأمين المأوى ومستلزمات الحياة”.
وقال محمد الحلاج، مدير فريق “منسقي الاستجابة” لعنب بلدي، إن الحملة أطلقت نتيجة لازدياد حركة النزوح، وتعويضًا لضعف الاستجابة الإنسانية بالنسبة للمنظمات العاملة.
وأضاف، “نحن نحاول أن نحرك كل الفعاليات بشكل كامل، وكل الجهات الموجودة على الأرض، لتأمين مأوى للنازحين مع زيادة الأعداد، هناك الكثير من المخيمات التي باتت مكتظة وغير قادرة على استقبال المزيد من النازحين”.
وحول الاستجابة للحملة أكّد الحلاج أنها لا تزال بسيطة نتيجة لحداثتها، متوقّعًا استجابة أكبر خلال الأيام المقبلة.