أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” تلقيح ما يزيد على 34 مليون طفل في مناطق النزاعات منذ بداية العام الحالي.
وفي بيان لها اليوم، الخميس 2 من أيار، قالت المنظمة إنها تمكنت منذ بداية العام، بالتعاون مع حكومات الدول وشركائها من المنظمات غير الحكومية، من الوصول بحملات التلقيح إلى أكثر من 34 مليون طفل في مناطق النزاعات، وخاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وفي المناطق التي تستضيف اللاجئين بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي العراق والأردن وليبيا وسوريا والسودان واليمن.
المدير الإقليمي لـ”يونيسف” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خيرت كابالاري، دعا باسم المنظمة لاتخاذ عدد من الإجراءات الفورية لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى كل طفل في المنطقة.
وقال في البيان، “على كل أطراف النزاع في جميع أرجاء المنطقة والدول التي لها تأثير عليها أن تواصل بذل كل ما في وسعها لتسهيل وصول اللقاحات، وضمان اعتبار التلقيح من خلال الأنظمة والحملات الروتينية، أولوية وطنية في جميع البلدان”.
وأكد أنه يتوجب على أطراف النزاع في حالات الحرب توفير وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وغير مشروط ،حتى يحصل جميع الأطفال أينما وُجدوا على التلقيح، بغض النظر عن الجهة المسيطرة على المنطقة التي يعيشون فيها.
وأضاف أنه “ينبغي السماح بإيصال اللقاحات مباشرة من منزل إلى منزل، وهي الوسيلة الأكثر نجاعة، حيثما أمكن ذلك”.
وبحسب بيان المنظمة فإنه ومن بين كل خمسة أطفال في جميع أرجاء المنطقة، يعيش طفل واحد إما في منطقة نزاع أو في بلد متأثر بالنزاع، وإن الأطفال الذين يحتاجون للقاحات خاصة في مناطق النزاع، هم الأقل حظًا في الحصول عليها.
وحذرت المنظمة من أن “الأطفال الذين لا يحصلون على التلقيح أو يحصلون على القليل منه، هم عُرضة للإصابة بأمراض خطيرة، وهم عُرضة حتى للموت”.
ولفتت إلى أنه حين يخسر بعض الأطفال فرصة الحصول على اللقاحات، يزداد خطر انتشار الأمراض بالنسبة للجميع، محذرة من أن المنطقة تشهد تهديدًا بعودة بعض الأمراض الخطيرة والتي اختفت منذ مدة طويلة مثل شلل الأطفال، وذلك كنتيجة مباشرة للصراعات القائمة.
وأطلقت منظمة “الصحة العالمية” أسبوع التلقيح العالمي، يوم 24 من نيسان الماضي، تحت عنوان “محميون معًا: اللقاحات تحقق الهدف”، بهدف التشجيع على استخدام اللقاحات لحماية الناس من الأمراض.
وبالتعاون مع وزارة الصحة السورية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة أطلقت المنظمة حملة لإجراء سلسلة من أيام التطعيم للأطفال دون الخامسة من العمر.
واستهدفت الحملة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك السل، والسعال الديكي، والخناق، وشلل الأطفال، والكزاز، والتهاب الكبد الوبائي (ب)، والإنفلونزا المستديمة، والحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية.
وهدفت المنظمة إلى تطعيم حوالي 2.8 مليون طفل دون سن الخامسة في 13 محافظة سورية، وركزت على الوصول إلى حوالي 250 ألف طفل سوري لم يتم تلقيحهم خلال الحملات السابقة.
وأعلنت المنظمة أنه سيتم توزيع أكثر من 6800 مستوصف و2487 فريقًا طبيًا متنقلًا في 90 مركزًا صحيًا عامًا و1268 مركز تطعيم مؤقتًا، وأنها ستقدم الدعم الفني لوزارة الصحة وتغطي التكاليف التشغيلية للحملة.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إليزابيث هوف، إن التحصين ينقذ ملايين الأرواح ويعترف به على نطاق واسع باعتباره أحد أكثر التدخلات الصحية نجاحًا وفعالية من حيث التكلفة في العالم.
–