تصدرت تطورات الملف السوري المباحثات التركية الأمريكية التي ترأسها كل من المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري.
وخلال لقائهما اليوم، الأربعاء 1 من أيار، في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، بحث الطرفان مستجدات الأوضاع بالملف السوري، بما في ذلك سبل تعزيز الحل السياسي، وهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والمخاوف التركية في مناطق شمال سوريا.
وأفادت مصادر في الرئاسة التركية لوكالة “الأناضول” أن الطرفين أكدا على أهمية إنشاء المنطقة الآمنة المزمع إقامتها بسوريا، في إنهاء المخاوف الأمنية التركية، كما بحثا آلية تطبيق خارطة الطريق حول “منبج” والحفاظ على اتفاق “إدلب”.
كما تناول الطرفان، وفقًا للمصادر، ملف “مكافحة الإرهاب” في منطقة شرق الفرات وعموم سوريا، مؤكدين على أهمية استمرار التعاون بين البلدين وتحقيق المصالح المتبادلة.
ويزور وفد أمريكي رفيع المستوى تركيا اليوم، يتقدمه كل من المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، ونائب مساعد وزير الخارجية، جويل رايبورن.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في بيان لها مساء الاثنين الماضي أن جيفري والوفد المرافق له سيتوجهون بعد زيارة تركيا إلى مدينة جنيف السويسرية، “لعقد لقاءات مع ممثلي مصر، وفرنسا، وألمانيا، والأردن، والسعودية، وبريطانيا، وعدد من الجماعات السورية”.
وأضاف البيان أن “الوفود ستبحث آخر التطورات في الشأن السوري، وستطلب مزيدًا من الدعم لجهود الأمم المتحدة الداعية لتعزيز عملية سياسية مقرها جنيف بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، ومزيدًا من المساعدات الإنسانية بعموم البلاد دون أي عوائق”.
وأمس كشف جيفري، خلال لقاء مع قناة “سكاي نيوز” عن وجود محادثات عسكرية وسياسية حول إنشاء “قوة تحالف” في شمال شرق سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده تنتظر من حلفائها في شرق سوريا دورًا أكبر ضد تنظيم “الدولة”ودعم القوات الأمريكية هناك.
وأكد المبعوث الخاص وجود محادثات عسكرية جارية وسياسية موازية، لإنشاء قوة تحالف في المنطقة، قائلًا، “لا نزال في منتصف العملية، ولا يمكنني التطرق إلى التفاصيل، لكن أعتقد أن وجود التحالف سيكون أكبر في المستقبل مقارنة مع الماضي في شرق سوريا”.
ولم يوضح جيفري آلية تشكيل القوة والدول المشاركة بها.
ودار الحديث خلال الأشهر الماضية عن إنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية- التركية، إلا أن مصيرها لا يزال مجهولًا حتى الآن بسبب عدم معرفة الطرف الذي سيكون صاحب القرار فيها، وسط رفض تركيا سيطرة أي جهة على المنطقة الآمنة غيرها.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن، في كانون الأول الماضي، سحب القوات الأمريكية من شرقي سوريا، الأمر الذي لاقى ردود فعل دولية، خاصة من قبل شركاء أمريكا في “التحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا والعراق”.
وأبدت دول أوروبية، ومن بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مخاوفها من أن يسهم الانسحاب الأمريكي بإعادة هيكلة تنظيم “الدولة” وتشكيل نفسه من جديد.
–