نزار قباني.. عندما خرجت سوريا في جنازة شاعر

  • 2019/04/30
  • 6:15 م
نزار قباني (انترنت)

نزار قباني (انترنت)

“الدنيا لسا بخير، إذا في بلد كاملة بتطلع بجنازة شاعر”، لم تكن هذه العبارة عادية، في مدينة كدمشق، سميت بعاصمة مملكة الصمت، والقصد هنا، جنازة الشاعر السوري الراحل نزار قباني، وقائلها الفنان خالد تاجا، في أحد مشاهد مسلسل الفصول الأربعة في جزئه الأول، ضمن أحداث حلقة حملت اسم “أصدقاء نزار قباني”، واستعان فيها المخرج حاتم علي بمشاهد حقيقية من جنازة نزار قباني.

نزار قباني كان شاعرًا جدليًا، اصطدم مع السلطة في سوريا، وتنقل الروايات الشعبية أن قصيدة عنترة، كانت موجهة لحافظ الأسد.

ارتبط اسم نزار بدمشق، نتيجة قصائده الكثيرة التي تغزل فيها بمدينته الأثيرة.

 

 

عندما تتحول الجنازة إلى مظاهرة صامتة

خرج الآلاف في جنازة نزار قباني، يبكون شاعرهم، وكأن الجنازة انقلبت إلى مظاهرة، ومشوا في شوارع المدينة التي تغزل بها في قصائده، مرددين أبياته الشعرية، مع انتشار كثيف لقوات الأمن السورية، وقوات حفظ النظام وعناصر المخابرات، وبعد صلاة الجنازة، رفضوا وضع النعش في السيارة، وحملوه على الأكتاف، حتى وصلوا إلى مثواه الأخير.

ولد نزار قباني في عام 1923، في حي مأذنة الشحم العريق في دمشق، وشهد بيته اجتماعات الكتلة الوطنية المناهضة للانتداب الفرنسي على سوريا، وتخرج في كلية الحقوق عام 1945، والتحق بوزارة الخارجية السورية وعمل في السلك الدبلوماسي كملحق في السفارات السورية في إسبانيا وبلجيكا والصين وغيرها، حتى استقالته في عام 1966.

أصدر نزار أول دواوينه الشعرية في عام 1944، تحت اسم “قالت لي السمراء”، والذي أثار ضجة كبرى، وهاجمه على إثره الكثيرون.

خلافات مع نجيب محفوظ وآخرين

شابت حياة نزار، العديد من الصراعات مع كتاب ومثقفين عرب، لعل أبرزها خلافه الشهير مع الروائي المصري نجيب محفوظ، والذي هاجمه إثر نشره قصيدة “المهرولون”، والتي هاجم فيها محادثات السلام مع الاحتلال الإسرائيلي.

وهجوم محفوظ كان بسبب رؤيته أن نزار لا يقدم بديلًا للسلام، ولا هو يدعو للحرب أيضًا، فما كان من نزار إلا أن رد عليه في مقال طويل، قال فيه “إن أستاذنا نجيب محفوظ، مصنوع من القطيفة، وأنا من البارود والنار، هو من حزب الحمام، وأنا من حزب الصقور”.

ونشأ خلاف آخر بين المطرب المصري، عبد الحليم حافظ، ونزار قباني، إثر تغيير عبد الحليم لبعض كلمات قصيدة “قارئة الفنجان”.

كما منعت قصائده في مصر، بعد قصيدته الشهيرة، هوامش على دفتر النكسة، والتي جاءت بعد نكسة عام 1967، حتى أرسل نزار قباني رسالةً إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، شرح فيها أسباب كتابة القصيدة، فأزال عبد الناصر المنع.

 

غنى له كبار المطربين العرب

غنى أشعار نزار، كبار المطربين العرب، فغنت له أم كلثوم قصيدة “أصبح عندي الآن بندقية”، وعبد الحليم قصيدة “قارئة الفنجان”، ونجاة الصغيرة “ماذا أقول له”.

كما غنى له كل من أصالة نصري وكاظم الساهر وماجدة الرومي وغيرهم.

 

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب