يتعرض آلاف اللاجئين السوريين العاملين في مزارع البندق التركية للاستغلال والاحتيال، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أمس 29 من نيسان.
تمثل الزراعة 6% من عائد الاقتصاد التركي، وتعمل بها خمس قوة العمل في البلاد، من بينهم 200 ألف لاجئ سوري، يفتقرون للحماية القانونية غالبًا.
من بين اللاجئين السوريين، البالغ عددهم 3.4 مليون في تركيا، قلة يملكون إذنًا للعمل، وزراعة البندق من المجالات القليلة التي لا تحتاجه.
لا يطبق قانون العمل التركي على الأعمال الزراعية التي يقل عدد عمالها عن 50 فردًا، لذا يعود ضبط المحصول للشركات المستفيدة، مثل شركة فيريرو التي تنتج شوكولا نوتيلا، وشركة نستله، وغوديفا التركية.
العمل بهذه المزارع شاق وخطير لأن المنطقة مليئة بالمنحدرات الحادة، ولا يزيد الأجر اليومي للعامل عن 10 دولارات، وهو نصف ما يعدهم به الوسيط الذي يدبر العمل.
كما تنتشر ضمن هذه المزارع عمالة الأطفال، وهي من الأمور التي تسعى الحكومة التركية جاهدة لإيقافها. ونقلت الصحيفة عن شركة فيريرو، التي تشتري ثلث إنتاج تركيا من البندق، قولها إنها تشرف على منع عمالة الأطفال وتحديد الأجور وإجراءات السلامة للعاملين.
تعود ملكية شركة فيريرو، لجيوفاني فيريرو، الذي تبلغ ثروته حسب فوربس 22.3 مليار دولار، وهي ثالث أكبر شركة عالميًا لإنتاج الحلويات بعد مارس ومونديليز.
وقالت الصحيفة إن الشركة ترفض توفير أي معلومات عن جهودها لضمان حقوق العاملين وكيفية شراء البندق والتعامل مع مزارعه.
70% من إنتاج البندق العالمي مصدره تركيا من حوالي 600 ألف مزرعة صغيرة مبعثرة على طول الساحل الشمالي للبلاد على البحر الأسود.
وتبلغ عائدات زراعة البندق 1.8 مليار دولار في العام الجيد، لكن صغر حجم المزارع، الذي يبلغ بشكل متوسط 4 فدانات، يمنع استخدام الآلات للزراعة والحصاد، خاصة مع جهل المزارعين بقيمة منتجهم، ورفضهم زيادة الإنفاق عليه.
رقابة مزارع البندق التركية صعبة لكونها كثيرة العدد ومستقلة، وقالت ريتشا ميتال، مديرة الابتكار والبحث لجمعية العمل العادل، “خلال ستة أعوام من الرقابة، لم نجد ولا مزرعة بندق واحدة في تركيا تتقيد بمعايير العمل اللائق”.
ينقسم العمل لمهمتين، الجمع والنقل، وتصل مدة العمل يوميًا إلى 12 ساعة في اليوم، وإن لم تعمل لا تتلق سوى الأجر القليل، ما يدعو السوريين لإشراك أبنائهم بالعمل.
رسميًا على الوسطاء أن يمتلكوا شهادة ابتدائية ورخصة يتم تجديدها كل ثلاث سنوات، إلا أنهم عمليًا غير مدربين ولا مرخصين.
غالبًا ما يقدم الوسطاء قروضًا للعمال بين مواسم الحصاد ما ينتج عن عمل بالسخرة.
الأكثر شيوعًا حسبما قال السوريون للصحيفة هو الكذب حول الأجر الذي يسلم نهاية الحصاد عادة، مع عدم تقديم ما يكفي من المال لتغطية تكاليف الطعام والسكن خلال فترة العمل.
الهدف من تأخير الأجر هو ضمان الولاء وعدم مغادرة مكان العمل قبل انتهائه، ولكنه يتيح الاستغلال والاحتيال، حسبما نقلت الصحيفة.
أصبحت تركيا عاصمة العالم في البندق بمزيج من الحظ والتدخل الحكومي، إذ تملك منطقة البحر الأسود التربة والشمس والمطر المناسبين. كما حث حزب الشعب الجمهوري، نهاية الثلاثينيات، المزارعين المحليين على زرع أشجار البندق لدعم الاقتصاد ولتقليل الانجرافات الأرضية.
–