شهدت مدينة داريا الأسبوع الماضي قصفًا عنيفًا بالبراميل المتفجرة طال الأحياء السكنية، وذلك استكمالًا لسياسة الضغط التي يمارسها نظام الأسد على مقاتلي المعارضة ما أثار جدلاً في أوساط المدينة، تزامنًا مع اكتشاف مزيدٍ من ضحايا التعذيب في الصور المسربة ليرتفع العدد إلى 80 شهيدًا.
وقصف طيران الأسد المروحي مدينة داريا بـ 11 براميلًا متفجرًا يوم الاثنين 16 آذار، كما ألقى 8 براميل أخرى على أحيائها وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء 16-17 آذار، واقتصرت الخسائر على أضرار مادية.
وبث المركز الإعلامي في المدينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريطًا مصورًا يظهر لحظة سقوط 5 براميل دفعةً واحدةً وسط المدينة، مخلفةً دمارًا كبيرًا في المباني السكنية.
الضغط المستمر من قبل نظام الأسد وقواته بقصف المدينة المحاصرة بعددٍ كبيرٍ من البراميل والأسطوانات منذ قرابة شهر كامل وبشكلٍ يومي، شكل هاجسًا لدى أهلها ومقاتليها، إذ تدور شائعاتٌ حول هدنةٍ يحضر لها النظام لكن دون أي تأكيد رسمي.
بينما اتجه آخرون إلى كونه ضغطًا لاستعادة جثث قتلى النظام الذين سقطوا في تفجير تحصينٍ لهم من قبل الجيش الحر في المدينة الشهر الماضي.
إلى ذلك، دارت اشتباكاتٌ متفرقة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على الجبهة الشمالية من المدينة، تخللها قصفٌ بالقذائف المحمولة من قبل الميليشيات التابعة للأسد وقواته، كما شهدت الجبهة الشرقية من معضمية الشام المتاخمة لداريا قصفًا مدفعيًا، أسفر عن ارتقاء شهيدين وعدة إصابات.
وفي سياق متصل، تعرف أهالي المدينة خلال الأسبوع الماضي، على صور جديدةٍ ل 30 معتقلًا قضوا تحت التعذيب في سجون الأسد، وذلك ضمن المجموعة التي نشرتها الجمعية السورية للمفقودين ومعتقلي الرأي عبر موقعها الإلكتروني، ليصل العدد الكامل لشهداء المدينة الذين عرفوا خلال الأسبوعين الماضيين إلى حوالي 80 معتقًلا وثقوا بالأسماء وفق مركز داريا الإعلامي.
وعلى الصعيد الإنساني تستمر معاناة 6 آلاف مدني بينهم أطفال ونساء جراء الحصار الذي تفرضه قوات الأسد وآلياته العسكرية على مداخل المدينة منذ قرابة عامين ونصف، وسط انقطاع الخدمات وسبل المعيشة، كما يعاني أهالي داريا النازحون إلى المناطق المجاورة من تضييق أجهزة الأمن والاعتقالات التعسفية بحقهم.