أمريكا
الغازات السامة تخنق إدلب مجددًا
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الحصيلة النهائية لضحايا هجوم الغازات السامة، التي استهدفت ريف إدلب يوم الاثنين 16 آذار الجاري، بـ 6 شهداء بينهم 3 أطفال، بينما أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن “انزعاجه” من “احتقار الأسد للمعايير والاتفاقيات الدولية”، في حين شهدت حملة أطلقتها منظمة آفاز توقيع أكثر من 750 ألف مشارك يطالبون بحظر جوي شمال سوريا على خلفية الضربات بالبراميل والغاز السام.
وأفادت نور الخطيب، عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في حديثٍ إلى عنب بلدي أن الطيران المروحي التابع لقوات الأسد ألقى الساعة 8:35 مساء الاثنين برميلين متفجرين على بلدة قميناس في ريف إدلب، حملت هذه البراميل غازات سامة، ما أدى إلى إصابة 70 مواطنًا بحالات اختناق وضيق نفس شديد جراء استنشاقها.
وأضافت الخطيب استنادًا إلى توثيق الشبكة، أن الطيران المروحي عاد وألقى برميلين محملين بالغازات السامة على الحي الجنوبي الشرقي في مدينة سرمين الساعة 10:45 ليلًا، ما أدى إلى وفاة عائلة كاملة مكونة من 6 أشخاص بينهم 3 أطفال لا يتجاوز أكبرهم 3 سنوات، بالإضافة إلى 49 إصابة متفاوتة.
وأكدت الخطيب أن من بين الإصابات طواقم من الدفاع المدني عند محاولتهم إجلاء الضحايا، بالإضافة إلى طاقم مشفى سرمين، والذي تم نقل جميع الإصابات إليه.
وأشارت عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن التوثيقات شملت أسماء الضحايا، بالإضافة إلى صور وشهادات تثبت تورط نظام الأسد في استخدام الغازات السامة ضد الشعب السوري.
الفصل السابع
بدورها طالبت الحكومة السورية المؤقتة خلال لقاء صحفي عقد في مدينة غازي عنتاب التركية، اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق نظام الأسد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك لعدم امتثاله القرار المذكور والأحكام الواردة في القرار 2118.
وكان مجلس الأمن تبنى قرارًا يحظر استخدام غاز الكلور لأغراض عسكرية في سوريا في 6 آذار الجاري، فيما وافق النظام مؤخرًا على استقبال بعثة تقصي الحقائق بشأن استخدام غازات سامة في عدة مناطق تخضع لسيطرة فصائل المعارضة.
وقدم وزير الصحة محمد وجيه جمعة خلال المؤتمر وصفًا سريريًا لضحايا الهجوم الذين وصلوا إلى مشفى سرمين، مذكرًا بالجريمة البشعة التي اقترفها نظام الأسد بالسلاح الكيماوي على بلدات الغوطة في ريف دمشق في آب 2013.
بينما أكد وزير الإدارة المحلية حسين البكري على أن ما حصل في سرمين وقمنياس، هو “جريمة حرب تضاف إلى سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد يوميًا ضد الشعب السوري”.
وليست المرة الأولى التي يخرق فيها الأسد القرار الجديد لمجلس الأمن فقد استهدف بعد أيام من صدور القرار، وتحديدًا في 9 آذار حين قضى 7 مدنيين في قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور السام تجمعًا للاجئين الفلسطينيين في بلدة مزيريب بريف درعا.
“انزعاج أمريكي“
بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم الخميس 19 الجاري إن واشنطن غير قادرة حاليًا على تقديم تفاصيل حول شن هجوم كيماوي جديد، مبديًا انزعاجه من تقارير حول الموضوع.
واعتبر كيري، في بيان نشرته سفارة الولايات المتحدة في سوريا، أنه “في حال صحت هذه المزاعم فإن نظام الأسد يواصل احتقار كل القيم والمعايير الدولية، وخصوصًا تلك المتعلقة بمعاهدة الأسلحة الكيميائية”.
وشدد كيري على أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يبقى مغمض العينين أمام هذا القدر من الهمجية، متهمًا الأسد بترويع الشعب السوري بغارات جوية وإلقاء براميل متفجرة واعتقالات تعسفية وتعذيب وممارسة أعمال العنف الجنسي والتجويع، وداعيًا إلى محاسبة النظام السوري على تلك الفظائع.
لا فرق بين الغاز والصواريخ.. إنه الموت
وصبيحة “بيان كيري” نفذت قوات الأسد مجزرة راح ضحيتها 14 شهيدًا إثر استهداف الطيران الحربي مسجدًا في بلدة منطف في ريف إدلب بالصواريخ الفراغية.
وأفاد الصحفي أحمد مراد عنب بلدي باستشهاد 14 مدنيًا وجرح عدد آخر إثر شن الطيران الحربي عدة غارات استهدفت مسجدًا في البلدة المحاذية لمدينة أريحا في الجزء الشمالي لجبل الزاوية، وذلك أثناء تأدية جموع من المصلين صلاة الجمعة.
مطالب بـ “حظر جوي“
أطلقت منظمة “آفاز” حملة طالبت من خلالها فرض “حظر جوي” شمال سوريا، لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الأسد بالبراميل المتفجرة، إضافة إلى استهداف المدنيين بالغازات السامة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سوريا.
وعنونت آفاز العريضة بقولها “إلى الرئيس الأمريكي أوباما، الرئيس التركي أردوغان، الرئيس الفرنسي هولاند، رئيس الوزراء البريطاني كاميرون وغيرهم من زعماء العالم: كمواطنين من جميع أنحاء العالم نشعر بالذعر من قتل الأبرياء في سوريا، نطالبكم بفرض منطقة حظر جوي في شمال سوريا يشمل حلب، لوقف قصف المدنيين السوريين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم بأشد الحاجة إليها”.
وشارك في توقيع العريضة التي بدأت يوم الجمعة نحو 750 ألف شخص حول العالم، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وطالبت المنظمة بأن يصل هذا الرقم إلى مليون موقع، واضعة على موقعها حساب الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تويتر لإرسال التغريدات له، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين.
وقالت المنظمة حول هجوم سرمين “المشاهد التي وصلتنا من المشفى مروعة.. أجساد صغيرة لأطفال يختنقون وهم يحاولون استنشاق الهواء، مسعفون يغالبون دموعهم وهم يرون أطفالًا يختنقون حتى الموت”، معتبرةً أن “هناك فرصة لوقف هذه البراميل من خلال فرض منطقة حظر جوي”.
وأردفت “دعونا نرسل له -للرئيس الأمريكي- رسالة واضحة مفادها أننا لا نريد عالمًا يشاهد بصمت ديكتاتورًا يستهدف شعبه بالأسلحة الكيميائية، بل خطوات جدية لمنع مثل هذه الجرائم”، وانتهى تقرير آفاز بشهادة أحد المسعفين الذين كانوا شاهدين على مجزرة الكلور في سرمين، إذ قال “أتمنى لو يرى العالم ما رأيته بعيني.. من شأن ما شهدته أن يفطر قلبك إلى الأبد”.
يذكر أن نظام الأسد وافق على تسليم ترسانته من الأسلحة الكيميائية إلى فرق دولية، وذلك بموجب اتفاق روسي- أمريكي، إثر الهجوم ضد غوطتي دمشقي في 21 آب 2013 والذي أسفر عن قرابة 1400 شهيد، في حين طالب الائتلاف السوري المعارض تحويل ملف الجرائم المتعلقة باستخدام الكيماوي إلى المحكمة الجنائية الدولية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :