تعتبر مخيمات النازحين في ريف حماة الشرقي من أسوأ المخيمات في الداخل السوري من ناحية الخدمات والرعاية، فهي تضم قرابة 500 عائلة غالبيتهم من قريتي الفان والحمرا التابعتين للريف الشرقي، ومن قرية “أبو الظهور” في ريف إدلب.
ويقطن النازحون في هذه المخيمات منذ فترة طويلة، إذ لجؤوا إليها هربًا من القصف الذي طال قراهم، كما يقول أبو الفضل، وهو نازح من إحدى القرى التابعة لناحية الحمرا، مشيرًا إلى الأسباب التي دعته للنزوح “أقطن هنا منذ قرابة سنتين، وبعد تحرير قريتي قبل سنة من الآن عدت إليها مع عائلتي ليسيطر تنظيم الدولة، لكنه فرض علينا الكثير من الضغوطات وأجبرنا على العودة إلى المخيم”.
وفقد أبو الفضل كامل قطيع الأغنام الذي كان يملكه بعد تعرض حظيرته لقصف من طائرات الأسد، وتوقف عن زراعة أرضه منذ خرج من القرية.
معاناة وحلول مؤقتة
وفي السياق يتحدث أبو سعيد، أحد النازحين من قرية الفان، عن غياب الدعم عنهم، “لم تقدم أي خدمات تجهيزية للمخيمات، إذ إن الخيام التي نسكن فيها كنا نستخدمها سابقًا لتربية الأغنام؛ الوضع سيئ جدًا والمنظمات الإغاثية تأتي للتصوير و تقديم الوعود فقط”.
ويضيف “أدفع 20 ألف ليرة شهريًا ثمنًا لمياه الشرب لعدم وجود بئر ارتوازي في المنطقة، فنحن نستهلك صهريجًا كاملًا كل 3 أيام ويبلغ سعره بالإضافة إلى أجور النقل ألفي ليرة، كما تتشارك أكثر من عائلة على صهريج مياه واحد في أغلب الأحيان”.
بدوره يشخص حج ماجد، وهو مندوب جمعية عطايا الخير، متطلبات المنطقة بالقول ”أهم احتياجات المنطقة حاليًا هو الماء، ونحن في صدد تجهيز بئر لخدمة النازحين كحالة مؤقتة، كما أن المساعدات الطبية تحسنت في الآونة الأخيرة بعد إنشاء نقطة طبية تخدم أغلب مناطق الريف الشرقي”.
وأكد على وجوب تكثيف نشاطات الجمعيات الخيرية بالإضافة إلى المجلس المحلي في المنطقة، من خلال زيادة كمية المساعدات المخصصة لهذه المخيمات وإيلاء وجود النازحين فيها أهميته.
من جهته يشير أبو الفاروق، وهو مندوب لإحدى الجمعيات الخيرية رفص الكشف عن اسمها، إلى أن المجلس المحلي لريف حماة الشرقي يقدم 20 بالمئة من المعونات الغذائية التي يحتاجها الريف ككل، في حين أن المخيمات منسية تمامًا.
وقد قدم النازحون طلبات عديدة لتأمين خيام جديدة ولكنهم لم يتلقوا أي رد، وفق ما ينقله أبو الفاروق الذي أضاف “سنقوم حاليًا بتقسيم المناطق في الريف بين الجمعيات الخيرية إلى قطاعات، ليصبح لزامًا على كل جمعية تخديم القطاع الموكل إليها”.
معاناة خارج حدود المخيمات
ويوجد العديد من المنازل الفارغة الصالحة للسكن في بعض القرى التابعة لريف حماة الشرقي، بحسب “أبو العباس”، أحد أهالي قرية الحوايس، الذي يضيف “يرفض النازحون السكن في هذه المنازل بحجة أنهم يملكون أغنامًا، كما أن الحاجة للمساعدة لا تقتصر على النازحين فقط بل يعاني معظم أهالي المنطقة من نقص شديد في المواد الإغاثية”.
وتعاني النقطة الطبية المتواجدة في المنطقة من نقص في الأطباء الاختصاصيين، بحسب أبي العباس، الذي يعتبر أن ريف حماة الشرقي من “المناطق النائية”، كما أنه كان مهملًا من قبل نظام الأسد قبل الثورة، وينهي حديثه “فقدتُ ابنتي سارة التي تبلغ من العمر 7 سنوات في العام الماضي بسبب إصابتها بلدغة أفعى، ما اضطرني إلى إسعافها إلى قرية سراقب بسبب استحالة علاجها في النقطة الطبية، ولكنها توفيت قبل أن تصل؛ نرجو من كافة المسؤولين مراعاة وضعنا المعيشي”.
يُشار إلى أن ريف حماة الشرقي يتعرض لحصار اقتصادي بعد منع التجار من إرسال بضائعهم إليه من قبل نظام الأسد، إضافة إلى تعرض كافة قراه للقصف الممنهج بشكل يومي.