الأسرى السوريون في إسرائيل.. مقاومة ومواقف متباينة
امتلأت سجون الاحتلال الإسرائيلي، بالمعتقلين السوريين والعرب منذ عام 1948، وخرج الكثير منهم نتيجة صفقات تبادل الأسرى بين النظام السوري وحكومة الاحتلال.
وكحال الشعب السوري، انقسم الأسرى في السجون ما بين موالٍ لنظام الأسد ومعارض له، وانعكست أفكارهم على تصريحاتهم عقب إطلاق سراحهم.
التعاطف مع الأسرى السوريين من قبل الفلسطينيين تحديدًا، كان كبيرًا للغاية، خاصةً مع تعامل سلطات الاحتلال معهم باعتبارهم مواطنين فلسطينيين، لا أسرى عرب.
وهذا يعني منعهم من الزيارات الروتينية من قبل أهلهم، وحرمانهم من حقوق ومزايا أخرى، وهذا ما دفع الأمهات الفلسطينيات “لتبني” هؤلاء الأسرى، ومحاولة زيارتهم بشكل دوري، بحسب ما يذكر الكاتب مصطفى يوسف اللداوي، في كتابه “الأسرى الأحرار- صقور في سماء الوطن” صفحة 152.
صدقي المقت.. عميد الأسرى الموالي للأسد
ألقي القبض على صدقي المقت في 23 من آب من عام 1985، بتهمة تأسيس حركة المقاومة السرية السورية، والمشاركة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وصدر عليه حكم بالسجن لمدة 27 عامًا.
بعد خروج سمير القنطار، من سجون الاحتلال في شهر تموز من عام 2008، أصبح صدقي عميد الأسرى العرب.
أطلق سراحه عام 2012، إلا أن إسرائيل ألقت القبض عليه في عام 2015، للمرة الثانية، بعد ظهوره على شاشة الإخبارية السورية، متهمًا الجيش الإسرائيلي بتقديم العلاج لجرحى سوريين، ليحكم عليه بالسجن 11 عامًا، ويحيي بشار الأسد من داخل المحكمة.
ولد صدقي في 16 من نيسان 1967، في بلدة مجدل شمس، التابعة للجولان السوري المحتل.
وئام عماشة.. ثائر من قلب سجون الاحتلال
أفرج عن وئام عماشة في 18 من تشرين الأول من عام 2011، نتيجة عملية تبادل الأسرى التي أبرمتها حركة “حماس” مع الإسرائيليين، وشملت 1026 أسيرًا، إضافةً لوئام.
ووجه وئام عماشة، قبل خروجه من أسره، رسالةً حيا فيها الثوار السوريين، معلنًا إضرابه عن الطعام، وداعيًا لإقامة دولة عصرية وديمقراطية وإنهاء حكم البعث.
كما رفض التدخل العسكري الخارجي، وكان ذلك في 23 من أيار من عام 2011، وهذا ما حدا بإدارة السجن، بفرض عقوبات عليه، شملت منع الزيارات، وحرمانه من الدراسة الجامعية لمدة عام.
ولم تلتفت وسائل الإعلام الحكومية لخروج عماشة، على عكس الأسرى المحررين الآخرين، والذين تحتفي بهم السلطات السورية.
وألقت سلطات الاحتلال القبض على عماشة في المرة الأولى، بعد مهاجمته مركزًا للشرطة، وإحراق المجلس المحلي المعين من إسرائيل في قرية “بقعاثا”، وصدر حكم ضده حكم بالسجن لعام ونصف.
وأكمل أعمال مقاومته للاحتلال بعد خروجه، لتعتقله إسرائيل، للمرة الثانية، بتهمة تشكيل خلية لمناهضة الاحتلال، والارتباط بمنظمات محظورة، إضافةً للتخطيط لخطف جندي إسرائيلي.
وصدر الحكم على وئام في 17 من نيسان 2005، بالسجن لمدة 20 عامًا، وسنة ونصف إضافية لرفضه دفع قيمة الغرامة المالية.
استقبل وئام على إيقاع الهتافات بالمناوئة للأسد، والمطالبة بخروجه من سوريا، والحرية للشعب السوري، وسط مقاطعة من بعض الأهالي، نتيجة مواقفهم الموالية للنظام.
أهالي الجولان.. تاريخ من النضال
أسست حركة المقاومة السرية، في الجولان المحتل، في عام 1984، ودمرت في عام 1985، مخزنًا عسكريًا لقوات الاحتلال، في منطقة بئر الحديد.
وجرح في أثناء الهجوم عدة جنود إسرائيليين، بعد انفجار لغم زرعته المقاومة، بالإضافة لعمليات أخرى، شملت زراعة ألغام، وتفجير قذائف دبابات وغيرها.
واستطاعت إسرائيل إلقاء القبض على أفراد المقاومة، والبالغ عددهم عشرة أشخاص، وصدرت أحكام بحقهم تراوحت بين 5 و27 عامًا.
لم يشهد الجولان بعدها، عمليات مقاومة عنيفة ضد إسرائيل، بقدر ما استطاع أهله، المقاومة بطريقة لا عنفية، من خلال رفض سياسيات التجنيس الإسرائيلية، في عام 1982، ورفض ضم الجولان إلى الأراضي المحتلة وتمسكهم بوطنهم الأم، من خلال إضرابات عامة شهدها الجولان منذ احتلاله، إبان نكسة 1967.
كما شهد الجولان العديد من المظاهرات المناوئة لإسرائيل والأسد معًا، منذ انطلاق الثورة السورية في عام 2011، وفي ذات الوقت شهد مسيرات مؤيدة للنظام السوري أيضًا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :