"معقول ناس عم تموت وناس عم ترقص؟"
بعد تفجيرات الحسكة.. نظام الأسد يحتضن احتفالات النيروز
في عيد النيروز الذي صادف أمس السبت (21 آذار)، أقيم في دمشق في صالة نادي الجلاء، الواقعة على أوتستراد المزة، مهرجان للاحتفال بالمناسبة، وذلك بعد تفجيرات استهدفت الاحتفالات بالعيد في مدينة الحسكة راح ضحيتها قرابة 60 شهيدًا.
وسبق المهرجان رقصات من الفلكلور الشعبي الكردي، وابتدأ بكلمة لعمر أوسي، وهو عضو في مجلس الشعب السوري، أُتبعت بوقفة صمت على أرواح الشهداء السوريين والكرد، ليتلوه ترديد نشيد “حماة الديار عليكم سلام”.
رحّب الدكتور أوسي بالحضور من قادة للأحزاب السياسية والوطنية وممثلي الحزب الكردستاني وبرجال الدين من مسيحيين ومسلمين وبسفراء الدول الشقيقة مثل إيران وروسيا والعراق، وأكد أن يوم النوروز هو يوم للسلام والمحبة، وأضاف أن سوريا بشعبها وجيشها وقائدها تمثل “كاوا الحداد”، الذي انتصر على “الضحاك” وأنها ستنتصر على الدواعش الصهيوأمريكية وعلى الدواعش الغربية الذين أسماهم “الضحاكين الجدد”.
وبمناسبة الاحتفال وجه الدكتور أوسي تحية إلى الشعب الكردي وإلى “الجيش البطل” ووجه التهنئة الكبرى ل “قائد الوطن بشار الأسد”.
وشهد الحفل تنوعًا في الفقرات بين رقص وغناء أو كلمات وطنية، وسط حضور كثيف لوسائل الإعلام من قنوات مختلفة وعديدة سورية وغير سورية، وتمت مراسم الاحتفال، بحضور رجال الدين المسيحي والإسلامي، وبعض الممثلين، منهم زهير عبد الكريم وسفراء “الدول الشقيقة” لحكومة الأسد، وبعض الضيوف الرسميين.
وتباينت مواقف الناس في دمشق من الاحتفال بين مشجع ومدافع عنه أو معارض وساخر منه، فتوقيت الاحتفال بعد التفجير الذي طال الأكراد السوريين في الحسكة قبل يوم من الاحتفال يعكس لا مبالاة الناس بدماء الناس بحسب البعض، تقول أم أحمد الكردية “معقول ناس عم تموت وناس عم ترقص؟”.
في حين يرى كثيرون أن الاحتفال في هذا اليوم هو نكاية في من يريد للسوريين أن يلبسوا السواد ويعلنوا الحداد تقول سولين “سنغني ونرقص لأن الرقص هو الحياة والإرهاب يريد الموت”.
وأما عن التنوع بين الحضور فقد رآه البعض واحدة من مميزات الشعب السوري ودليلًا على لحمته الوطنية، حيث تقول “كريستين”، وهي مسيحية وواحدة من الحاضرين، “المهرجان بأطيافه المتنوعة مثال رائع على الفسيفساء السورية المتنوعة”.
بينما رآه آخرون “تهريجًا وضحكًا على اللحى”، حيث يقول مصطفى، وهو طالب هندسة، “اللحمة الوطنية ليست أن تمسك الصليب بيد والقرآن بيد وكلاهما يعارض الآخر، هذا نفاق.. اللحمة الوطنية أن تمسك بيد أخيك مهما كان انتماؤه، لا أن ترفع رمزه الذي لا تؤمن به”. ويضيف ساخرًا “ماذا يفعل الشيخ الذي يعلّم الناس أن الموسيقا منكر ورؤية الراقصات حرام في مهرجان للأكراد؟ وكيف أقتنع بكلامه بعد ذلك؛ أما هند وهي طالبة طب فتقول “شيوخ سلطة، تعودنا عليهن”.
من اللافت للانتباه أن المهرجان احتضن من قبل حكومة الأسد التي لطالما سعت للتضييق على كل من يحتفل بالنيروز، حيث كان النظام في احتفالية كل عام يقوم باعتقال العشرات من النشطاء والمدنيين الكرد لمحاولتهم الاحتفال بهذا العيد في المدن والأحياء الكردية في سوريا، مما دفع بعض الناشطين الكرد للقول بأن الثورة السورية أعادت لهم كرامتهم وحريتهم.
ويقول أحد النشطاء الأكراد (رفض أن يفصح عن اسمه لأسباب أمنية) “الثورة ساهمت بإعطاء الأكراد بعض الحرية والكرامة، فمنذ متى كان النظام يعترف بعيد النيروز؟ أو بحقوق الأكراد بالاحتفال؟”
يذكر أن المهرجان تلا التفجيرين اللذَين طالا عشرات الأكراد في مدينة الحسكة، تزامنًا مع الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، الذي يحسب على النظام في سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :