عنب بلدي – إياد عبد الجواد
بيوت مترامية في أطراف السفح الغربي لجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي ومطلة على سهل الغاب، تحيط بها مساحات خضراء واسعة من الأراضي، تشكل قرية يطلق عليها حميمات تشتهر ببساطة عيش قاطنيها، واعتمادهم على طرق بدائية في تأمين مقومات الحياة، إلى جانب اعتمادهم على الزراعة وتربية الحيوانات.
القرية، التي يصل عدد سكانها إلى 1500 شخص، توصف من قبل مواطنيها بأنها “ضيعة ضائعة” بين محافظتي حماة وإدلب، بحسب ما قال فوزي العلي، أحد سكان القرية لعنب بلدي، والذي أشار إلى إن المحافظتين لا تعترفان بالقرية، وكل محافظة تمتنع عن تقديم خدماتها بحجة أنها تابعة للمحافظة الثانية.
وشهدت القرية، خلال السنوات الماضية، قصفًا مدفعيًا أدى إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، لكن لا يوجد فيها أي فصيل عسكري معارض حاليًا، وليس من مصلحة أحد الدخول إلى القرية بسبب الخدمات السيئة فيها، بحسب العلي.
قرية من دون خدمات
وتعاني القرية من مشاكل خدمية متعددة، أبرزها صعوبة تأمين مياه الشرب، إذ يعتمد الأهالي على وجود نبع قديم في القسم الشمالي للقرية، ويتم نقل المياه عن طريق راوية ماء توضع على ظهر “الحمير” و”البغال”.
التيار الكهربائي لم يصل إلى القرية منذ قرابة ست سنوات، ولا يوجد صرف صحي في القرية، ويعتمد المواطنون على حفر “جور” أمام كل منزل لاستخدامها كبديل عن الصرف الصحي، إلا أن شيئًا من “التطور” وصل إلى القرية بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية لتأمين الطاقة.
الناشط الإعلامي في سهل الغاب مصعب الأشقر، قال لعنب بلدي إن من المشاكل التي يعاني منها أهل القرية تأمين الخبز، كون أقرب فرن خبز للقرية يبعد 15 كيلومترًا، في مدينة كفرنبل بريف إدلب.
غياب الفرن دفع الأهالي إلى بناء “تنور” أمام كل منزل، والاعتماد على شراء الطحين والقمح من منطقة كفرعويد بريف إدلب التي تبعد عن القرية مسافة عشرة كيلومترات.
وأشار الأشقر إلى معاناة القرية من الطرق الترابية التي تعيق السير في الصيف، مؤكدًا أن القرية تعيش دون خدمات وتعتمد على الوسائل البدائية في تأمين متطلبات سكانها.