منذ استلام “حزب البعث” للسلطة في سوريا، عبر انقلاب 8 من آذار من عام 1963، والانقلاب الداخلي عام 1966، ثم انقلاب عام 1971، حدثت العديد من الاغتيالات التي ترتبط بحزب البعث، ولم يتم معرفة القتلة حتى اليوم.
وطالت هذه الاغتيالات، اثنين من أهم الأعضاء في “حزب البعث”، صلاح الدين البيطار، مؤسس الحزب، ومحمد عمران، أحد أعضاء اللجنة العسكرية، والتي أطاحت بحكم الرئيس ناظم القدسي عبر انقلاب 1963.
صلاح الدين البيطار.. لم يطوعه حافظ الأسد
يعد صلاح الدين البيطار، أحد أبرز السياسيين السوريين في القرن العشرين، ومؤسس “حزب البعث” مع ميشيل عفلق.
تولى البيطار وزارة الخارجية في عهد الرئيس الراحل، شكري القوتلي، وكان نائبًا لرئيس الجمهورية العربية المتحدة أيام الوحدة السورية- المصرية، قبل أن يقدم استقالته في عام 1959، ويوقع على وثيقة الانفصال عام 1961.
بعد انقلاب صلاح جديد وحافظ الأسد، في عام 1966، غادر البيطار سوريا، وصدر ضده حكم غيابي بالإعدام، عام 1969.
لماذا اغتيل البيطار؟
بحسب مقال، نشر في موقع الحوار المتمدن، في 30 من آذار من عام 2005، قال فيه الكاتب صلاح نيوف، إن حافظ الأسد استدعى البيطار إلى دمشق، في عام 1978، في محاولة لاستمالته في مواجهة ميشيل عفلق، في عام 1978، وسط ظروف سياسية وعسكرية بالغة التعقيد، كان أبرزها الحرب الأهلية اللبنانية، والتدخل السوري في لبنان.
المحادثات بين الأسد والبيطار لم تفض إلى نتيجة بناءة، وكانت نتيجتها مغادرة البيطار دون جدوى، ليصدر البيطار في باريس مجلة الإحياء العربي، والتي كانت تهاجم النظام الحاكم في سوريا، عدا عن اتصالاته بالمعارضة خارج سوريا، سواءً من البعثيين الذين فروا باتجاه العراق، ومنهم ميشيل عفلق، أو المعارضين الآخرين.
بعدها تم اغتياله في 21 من تموز من عام 1980.
كيف تمت عملية الاغتيال؟
أطلق مسلح مجهول، في 21 من تموز، الرصاص على عنق البيطار من الخلف، أمام باب مكتبه في باريس، باستخدام مسدس كاتم للصوت، قبل أن يفر هاربًا.
ونفى السفير السوري في باريس، أي علاقة لسوريا باغتيال البيطار، بحسب ماذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، في عددها الصادر يوم 22 من تموز 1980.
وقالت الصحيفة إن البيطار يعد أحد أبرز قادة المعارضة السورية في أوروبا، وإن هذه المعارضة كانت تنظم صفوفها بشكل كبير في الفترة التي سبقت الاغتيال.
وذكرت الصحيفة أن وسائل الإعلام في سوريا، هددت بقطع الأيدي التي ستمتد إلى سوريا.
محمد عمران.. اللجنة العسكرية تأكل نفسها
شكّل خمسة ضباط سوريين، اجتمعوا في مصر، في أيام الوحدة السورية المصرية بين عامي 1958 و1961، ما عرف لاحقًا باللجنة العسكرية، وهي التي قامت بانقلاب البعث عام 1963، وكان أحد أعضائها، محمد عمران.
خلافات.. نفي.. فاغتيال
بدأت اللجنة العسكرية تنقسم على نفسها، نتيجة العديد من العوامل السياسية والعسكرية، وكان محمد عمران ممن تخلص منهم كل من حافظ الأسد وصلاح جديد، نتيجة رغبته بالوحدة مع مصر، فتم إبعاده إلى إسبانيا وتعيينه سفيرًا في عام 1964، قبل أن يعود إلى دمشق في العام التالي ويتولى وزارة الدفاع، رغم معارضة الأسد وجديد.
وبعد انقلابهما في عام 1966، تم اعتقاله وإيداعه السجن، ثم الإفراج عنه عام 1967، فرحل إلى لبنان واستقر في مدينة طرابلس.
تم تحذير محمد عمران من محاولات لاغتياله، خاصة مع نفوذه في الجيش.
كيف قتل محمد عمران؟
في 4 من آذار من عام 1972، قدم رجلان وامرأة إلى منزل محمد عمران، وأطلقوا خمس رصاصات في الصدر والمعدة، قبل أن يهربا عبر سيارة انتظرتهما، كما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز“، في عددها الصادر في 5 من آذار من نفس العام.
ولم يعرف الفاعل حتى الآن، رغم توجيه أصابع الاتهام إلى المخابرات السورية.
–