أظهرت مجزرة “النوروز” في الحسكة أمس الجمعة تعاطفًا كبيرًا بين عموم السوريين، واصفين استهداف المدنيين الأكراد في المدينة بالعمل الجبان، وسط استنكار ناشطي ومثقفي الثورة السورية على اختلاف انتماءاتهم القومية والسياسية.
وقابل ظاهرة الاستنكار الواسعة يوم أمس، تهليلًا وتبريكات من الموالين لنظام الأسد أو تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد تبني الأخيرة للتفجير في ساعة متأخرة أمس الجمعة.
إلا أن المفاجئ في الحدث هو مانشره الكاتب السوري عبدالرحمن الخطيب في صفحته على موقع فيس بوك عقب التفجير مباشرة، إذ قال “أبشركم من محافظة الحسكة قبل ساعتين .. أنه بمناسبة عيد النيروز تم نتف 53 طاووسًا كانوا يرقصون ويدبكون على أغنية (يا فحلنا يا أبو طوني).. وكل نيروز وأنتم بخير”.
عبد الرحمن الخطيب كاتب من مواليد دمشق 1956 ومقيم في إسبانيا منذ سنوات، عرف بتأييده لتنظيم “الدولة” من خلال منشوراته على صفحته الشخصية، والأفكار المتطرفة التي يحملها في كل منشور يهاجم فيه الثورة السورية أو الناشطين على حد سواء.
وعلى الرغم من ذلك، فالخطيب ينشط في الصحافة العربية منذ بداية الثورة، إذ تنشر صحيفة الحياة (اللندنية) مقالات رأي وزوايا اجتماعية وكذلك موقع العربية نت وغيرها.
تهليل الخطيب لمجزرة أمس قابله سخط كبير من ناشطي وكاتبي الثورة السورية، إذ قال رسام الكاريكاتير المعارض لنظام الأسد علي فرزات في صفحته على الفيس بوك “عبد الرحمن الخطيب مناصر لداعش يروج التطرف وبثير غضب الكورد والعرب”.
وذكر الناشط الإعلامي نور الدين عبدو من ريف إدلب على صفحته الشخصية، إن “من يقول هذا الكلام هو لاجئ في بلاد الكفر والرقص والطواويس على حد وصفه.. أتمنى من الحكومة الإسبانية أن ترسله في طائرة خاصة إلى الرقة لينعم بالمعيشة التي يحبها في كنف الخليفة البغدادي ..”.
يذكر أن 45 مدنيًا فقدوا حياتهم إضافة إلى 130 جريحًا و4 مفقودين، في تفجيرين تبناهما تنظيم “الدولة”، واستهدفا مساء أمس احتفالية للأكراد في حي المفتي بمدينة الحسكة.
–