رصاص وأسيد.. اغتيالات “بشعة” في تاريخ سوريا
تعرضت عشرات الشخصيات السياسية في سوريا للاغتيال، منذ انسحاب العثمانيين من سوريا، وصولًا إلى تاريخ اليوم.
وكان لهذه الاغتيالات تأثير كبير على مجرى الأحداث السياسية في البلاد، وبقي العديد من هذه القضايا دون حل، ومازال يلفها الغموض حتى اليوم.
عبد الرحمن الشهبندر.. اغتيال بدعوى الإلحاد والفجور
اغتيل الدكتور، عبد الرحمن الشهبندر، في عيادته، في حي الشعلان في دمشق في 6 تموز من عام 1940.
تعد خلفيات اغتيال الشهبندر، معقدة للغاية، خاصةً مع تأثيرات هذا الاغتيال على الحياة السياسية السورية في عهد الإنتداب الفرنسي.
ويذكر الدكتور منير العجلاني، في مقالات متسلسلة نشرها في مجلة الأزمنة، بين شهري، نيسان وأيار من عام 2012، إن الشهبندر اغتيل على يد أحمد عصاصة.
وصدر بحق عصاصة، حكم قضائي بالإعدام شنقًا، وتم تنفيذه في 3 من شباط 1941.
أدى اغتيال الشهبندر، عدا استقالة رئيس الكتلة الوطنية، إلى اتهام عدد من أعضاء الكتلة بالتحريض على الاغتيال، ومنهم جميل مردم بيك، وسعدالله الجابري، وغيرهما، وفر كل منهما إلى العراق، قبل أن يعودا إلى دمشق بعد تبرئتهما.
كما أدى الاغتيال، إلى تراجع شعبية الكتلة الوطنية في الشارع السوري، خاصةً مع الخلافات الكبرى التي سادت علاقة الشهبندر بأعضاء الكتلة الوطنية، نتيجة رفض الشهبندر لاتفاقية 1936، مع الانتداب الفرنسي، والتي وافقت عليها الكتلة الوطنية في ذلك الوقت.
إلا أن السبب الذي ذكره المتهم، أحمد عصاصة، في المحكمة، لقتله الشهبندر، كان اتهامه بالإساءة إلى الدين الإسلامي، ودعوته للفجور والسفور، رغم ادعائه سابقًا، بأن سعدالله الجابري وجميل مردم بيك، ولطفي الحفار، وعدوه بمنحه مبلغ 400 ليرة ذهبية، إن هو اغتال الشهبندر، بحسب ما ذكر منير العجلاني.
كيف تمت عملية الاغتيال؟
قام خمسة أشخاص، بدخول مبنى العيادة، ودخل أحمد عصاصة منفردًا إليها، طالبًا مقابلة الطبيب بدعوى معاناته من آلام مبرحة في الرأس، وما إن اقترب منه الشهبندر، حتى أخرج مسدسه وأطلق الرصاص إلى رأسه مباشرةً.
عدنان المالكي.. اغتيال وسط الجماهير
يعد اغتيال العقيد عدنان المالكي، أحد أكثر حوادث الاغتيال شهرة وغموضًا في تاريخ سوريا الحديث، نظرًا لنفوذ المالكي في الأوساط السياسية والعسكرية السورية من جهة، ولكثرة المتهمين في القضية من جهة أخرى، وثالث الأسباب، ما روي عن انتحار المتهم بعد تنفيذ العملية مباشرةً.
دور مصري ومعلومات أمريكية واتهام للقومي السوري
وجهت الاتهامات بعملية الاغتيال، للسفارة المصرية في القاهرة، وسفيرها محمود رياض، كما نقل عبد الكريم نحلاوي في برنامج “شاهد على العصر، مع المذيع احمد منصور، أن زوجة الملحق العسكري الأمريكي في سوريا، حذرت المالكي من مخطط لاغتياله، داعيةً إياه للسفر.
المتهم بالاغتيال، يونس عبد الحميد، كان منتميًا للحزب القومي السوري، وتم استغلال الحادثة سياسيًا، وتم اعتقال العشرات من أعضاء الحزب، وفرار آخرين، واتهمت مصر أيضًا، بسبب إلحاح سفيرها، محمود رياض، على المالكي لحضور المباراة في الملعب البلدي.
كيف تمت عملية الاغتيال؟
في أثناء جلوس المالكي، اقترب يونس عبد الحميد، وأطلق الرصاص على المالكي من الخلف، قبل أن يطلق الرصاصاة الثالثة على نفسه وينتحر، بحسب ماذكر عبد الكريم النحلاوي في برنامج شاهد على العصر، على قناة الجزيرة.
أدى الاغتيال، إلى ملاحقة أفراد الحزب القومي السوري، وانقسام الحزب إلى جناحين فيما بعد، كما وجهت اتهامات لضابط المخابرات الأسبق، عبد الحميد السراج بالوقوف وراء عملية الاغتيال، دون أن يتم اثبات أي من هذه الاتهامات.
فرج الله الحلو.. الأسيد آخر الحلول
فرج الله الحلو هو سياسي لبناني قتل تحت التعذيب في سوريا، أيام الوحدة السورية المصرية، ودفن في دمشق، قبل أن تنبش جثته وتذوب بالأسيد.
لماذا قتل الحلو؟
كان الحزب الشيوعي السوري، والبناني بطبيعة الحال، من المعارضين للوحدة، خاصةً مع اشتراط عبد الناصر، حل الأحزاب السياسية، وهذا ماتم لاحقًا في سوريا، غادر على إثرها قائد الحزب الشيوعي السوري، خالد بكداش، للبلاد.
عاد فرج الله الحلو إلى سوريا لاحقًا، دون معرفة الأسباب الحقيقية لعودته، وسرعان ما ألقت قوات الأمن في الإقليم الشمالي، القبض عليه، ليتم تعذيبه في المعتقل، ويقتل هناك.
بعد وفاته، دفن الحلو في دمشق، ووضع حراس على قبره، ولاحظ هؤلاء، أن سيارةً مشبوهة تحوم حول المكان، وسرعان ما تم إبلاغ القيادة بها، فصدر قرار بنبش الجثة وإذابتها بالأسيد لتختفي تمامًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :