دعا رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داوود أوغلو، لإجراء إصلاحات ضمن بنية حزب “العدالة والتنمية”، بغرض تلافي الأخطاء السابقة التي تعرض لها الحزب وأدت إلى تراجعه في كل من اسطنبول وأنقرة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
كلمة داوود أوغلو جاءت عبر منشور طويل شاركه أمس، 22 من نيسان، على صفحته الشخصية في موقع “فيس بوك”، مكون من 4243 كلمة، ومقسم إلى 33 مادة، ويحمل عنوان “مراجعة لنتائج انتخابات البلدية ونصائح”.
لخّص أوغلو في بداية منشوره الوضع العالمي الحالي، مشيرًا إلى تحولات سريعة تحصل بالتزامن مع تواصل وتأثر كبير يحصلان بين المجتمعات معتبرًا أن لهذا الوضع فوائد من جهة ومخاطر من جهة أخرى.
وقال داوود أوغلو، “في هذا العصر الذي يتدفق فيه الزمن بسرعة سوف ينقسم العالم إلى قسمين، فريق يستطيع إدارة نفسه مع هذه التغيرات والسرعة، وفريق سيكون مُساقًا من قبل الغير”.
وأضاف حول مصير هذه الدول، “الدول التي ستستطيع الانسجام مع هذا الوضع عبر منهج متماسك متجاوزةً توتراتها الداخلية ستكتسب قوة وسوف تستمر فيها عشرات السنين بل حتى قرون، أما الدول التي تستهلك مصادر طاقتها وتعاني من توترات داخلية فإن مصيرها مجهول”.
أما عن الوضع الحالي فقال داوود أوغلو، “في الفترة الأخيرة شهدنا أزمات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وكلها تشير إلى ولادة جديدة تحصل في المنطقة”.
درس الانتخابات الأخيرة
وقال داوود أوغلو في منشوره إن “حزب العدالة والتنمية استطاع في العام 2000 جعل تركيا دولة مؤثرة في العالم عن طريق مبادئ الحزب المنسجمة بروح العصر”.
وتابع “لكن الأحداث التي بدأت في 2013 في غيزي بارك والمؤامرات الأخرى التي حيكت ضد بلادنا والتي كانت آخرها محاولة الانقلاب في 15 من تموز جعلت تركيا تنتقل من وضع الهجوم إلى وضعية الدفاع”.
وأضاف “خلال هذه الفترة كان حزبنا هو الممثل السياسي الوحيد الذي استطاع التغلب على المؤامرات التي اضطرت الحزب لتجاهل الإرادة الوطنية، ما أثر على الانسجام الداخلي وضيق قدرتنا على إنتاج رؤية وتنفيذها”.
وأردف داوود أوغلو، “توصلت خلال السنوات الثلاث الماضية مع رئيس الجمهورية وعبرت له عن ملاحظاتي ومخاوفي ولم أكن اشاركها على الملأ لكي لا تُستغل من قبل أصحاب النوايا السيئة، لكن الأحداث الأخيرة والوضع الناجم عن الانتخابات الماضية جعلتني أشعر بضرورة إطلاع أمتنا على وجهة نظري تجاه ما يحدث”.
وحول الانتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت في 31 من آذار الماضي، وخسر فيها حزب “العدالة والتنمية” ولايتي أنقرة واسطنبول، قال داوود أوغلو، إن ذلك يشير إلى “انخفاض شعبية الحزب في المجتمع”، وأضاف “يجب عدم ربط الحزب بأشخاص معينين هم راحلون مستقبلًا”.
وأردف داوود أوغلو بأن “تشكيلات الحزب ابتعدت عن مبادئه الخمسة التي بُني الحزب عليها أساسًا واستعاض عنها بلغة تعال وإقصاء، مع التضحية بالمبادئ في سبيل حصد مكاسب سياسية ومنح السلطات للمقربين لاستمرار السيطرة بالإضافة إلى تهميش القياديين السابقين”.
وتابع “من أسباب الضعف مؤخرًا هو ما شعر به أعضاء حزبنا القدامى الذين ضحوا سابقًا، ووجدوا أنفسهم مبعدين، وفي الجهة الأخرى ترى البعض فوق مبادئ وقوانين الحزب مبتعدين عن فكر الحزب المبني على العمل الداخلي والفكر المشترك”.
كما أشار داوود أوغلو إلى خطأ ارتكبه الحزب بالتحالف مع حزب الحركة القومية “ما جعل الحزب ينحسر إلى مناطق داخل الأناضول والبحر الأسود، بالإضافة إلى انفراد القرار بسلطة واحدة تتخذ قرارات الحزب ما أدى إلى حصول خيبات أمل”.
مبادئ العدالة والتنمية الخمسة
|
من هو داوود أوغلو
داوود أوغلو من مواليد 26 من شباط 1959، وعيّن بعد انتخابات 2002 في منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي أردوغان، ثم تولى منصب وزير الخارجية في الحكومة 2009، واستلم منصب رئيس الوزراء في 2014.
عُيّن داوود أوغلو وزيرًا للخارجية في أيار سنة 2009 واستمر فيها حتى استلامه رئاسة الحكومة التركية في 28 من آب من 2014.
وهو متزوج ولديه أربعة أبناء، وله العديد من الكتب والمقالات في السياسة الخارجية، واختارته مجلة “فورين بوليسي” في العام 2010 ضمن أهم 100 مفكر في العالم.
في أواخر شباط 2019 تحدثت مصادر صحفية تركية عن نية داوود أوغلو الإعلان عن حزب سياسي جديد بعد صدور نتائج الانتخابات البلدية التركية التي جرت في 31 من آذار 2019 لكنه حتى الآن لم يعلن عنه.
–