مرفأ طرطوس.. “بوابة السوفييت” على المتوسط تعود ليد الروس
خلال الحرب الباردة في سبعينيات القرن الماضي، احتضنت مدينة طرطوس أول موطئ قدم للسوفييت على شواطئ مياه المتوسط الدافئة، فكانت قبلة للبوارج الحربية الروسية وقاعدة تموين وصيانة لها.
واستمرّ الاعتماد حتى تسعينيات القرن الماضي، حين انهار الاتحاد السوفييتي، ليعود مرة أخرى مع مطلع الألفية الثالثة، على وقع انتعاش العلاقات الروسية السورية من جديد.
ذلك الاعتماد الذي يعود إلى 50 عامًا سابقة، تمّ تمديده 49 عامًا أخرى بصيغة عقد إيجار أعلنت عنه روسيا، السبت 20 من نيسان الحالي.
وحسب ما نشرته وكالة “تاس” الروسية، فإن قرار الاستئجار جاء في أثناء جلسة للجنة الحكومية المشتركة بين الدولتين في تشرين الثاني 2018.
نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، قال لـ “تاس” إن الميناء سيتم استخدامه من قبل قطاع الأعمال الروسي، وسينعكس إيجابًا على التبادل التجاري بين البلدين، كما أنه سيخدم الاقتصاد السوري.
الاعتماد منذ التأسيس
يشير الموقع الرسمي لمرفأ طرطوس على الإنترنت، إلى أن تأسيسه كان في عام 1969، أي قبل عامين فقط من توقيع اتفاق بين الاتحاد السوفييتي وسوريا اتفاقًا لبناء قاعدة عسكرية بحرية سوفييتية في مدينة طرطوس لدعم الأسطول السوفييتي في البحر الأبيض المتوسط.
أما بعد عام 1991، وهو العام الذي شهد على انهيار الاتحاد السوفييتي، استمرت السفن الروسية في قصد مرفأ طرطوس بشكل متقطع للصيانة أو التزود بالوقود خلال العقد الأخير من القرن الماضي.
الفترة بين عامي 2000 و2012 كانت تأسيسية بالنسبة لروسيا لرسم ملامح العودة بقوة إلى مرفأ طرطوس.
ففي عام 2008، وإثر توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب الأزمة في جورجيا، أعلنت الأخيرة أن عناصر من قواتها البحرية تقوم بأعمال التجديد والصيانة لقسم من ميناء طرطوس.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية في أيلول من ذلك العام أن روسيا تصلح المرفأ لاستخدامه في أغراض عسكرية، وأن الوجود الروسي فيه سيكون “دائمًا”.
وبالفعل شهدت الأعوام التالية اعتمادًا كبيرًا لروسيا على مرفأ طرطوس خلال أعوام الثورة السورية، إلى جانب اعتمادها على القاعدة العسكرية الروسية في “حميميم” بريف اللاذقية.
مدخل الدعم الروسي
خلال الثورة السورية حولت روسيا مرفأ طرطوس من مجرد مركز صيانة ودعم إلى محطة بحرية متعددة الاستخدامات، إذ كانت أيضًا النقطة التي توصل من خلالها روسيا الأسلحة والمساعدات للنظام السوري، ومشروعًا مستقبليًا لتوطيد موطئ القدم الروسي في سوريا.
وفي شباط من عام 2012، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن مسؤولين في البحرية الروسية كشفوا عن وجود نوايا روسية بإعادة بناء ميناء طرطوس وتطويره ليَتمكن من إيواء سفن حربية ضخمة.
وفي عام 2016، أي في العام التالي لبدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نيتها نشر قاعدة عسكرية بحرية دائمة في ميناء طرطوس السوري، بهدف زيادة عدد السفن العسكرية الروسية في المنطقة، وتعزيز قدرات روسيا العسكرية في سوريا والشرق الأوسط.
وفي كانون الثاني من عام 2017، أبرمت روسيا وسوريا اتفاقًا يمتد على 49 سنة يسمح لروسيا بالإبقاء على أسطولها البحري في ميناء طرطوس، وتوسيعه ليشمل 11 سفينة حربية إضافةً إلى غواصات نووية.
وخلال الأعوام الثمانية الماضية شحنت روسيا مئات آلاف أطنان القمح إلى سوريا، عبر مرفأ طرطوس.
نبذة عن المرفأ
بحسب الموقع الرسمي لمرفأ طرطوس فقد تم تصميمه تم من قبل شركة “كامب ساكس الدنماركية” المتخصصة بتصميم المرافئ.
يبعد المرفأ مسافة 220 كيلو مترًا عن العاصمة دمشق، ويشغل، حسب الموقع، مساحة ثلاثة ملايين متر مربع، منها مليون ونصف المليون متر مربع مساحة الأحواض المائية، ومليون وثمانمئة ألف متر مربع مساحة الساحات والمستودعات والأرصفة.
ويشير الموقع إلى أن المرفأ يحتوي على مخابر لتحليل المواد العابرة استيرادًا وتصديرًا ومطابقتها مع المواصفات القياسية السورية أو أي مواصفات أخرى بناء على طلب الزبون.
كما يضم المرفأ صوامع حبوب تستوعب 100 ألف طن، وصوامع فوسفات بطاقة استيعابية 88 ألف طن.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :