مزارعو درعا يزيلون المحولات الكهربائية ويتجهون لألواح الطاقة

camera iconعواميد كهرباء بالقرب من محطة الأشعري في درعا - 20 نيسان 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

أزال معظم المزارعين المحولات الكهربائية المخالفة على خطوط التوتر في المنطقة الجنوبية، بعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية، وعودة السيطرة الكاملة لمؤسسة الكهرباء.

وكان المزارعون أبرموا خلال السنوات الماضية، عقود استثمار لتركيب محولات على خطوط التوتر مقابل دفع مبالغ مالية شهرية، تصل كحد أقصى إلى 50 ألف ليرة سورية، بالإضافة إلى تحمل نفقات تركيب المحولة وما يلزمها من توابع التشغيل.

الري على الكهرباء يوفر التكلفة

يعتبر الري بواسطة كهرباء المحولات المستثمرة من قبل محطات التغذية، والتي كانت تسيطر عليها المعارضة، عاملًا مهمًا في تخفيض كلفة الإنتاج، مقارنةً بالمزارع الذي يروي محصوله على الديزل، وبنسبة إرواء أكبر، ما ينعكس بشكل إيجابي على رفع سوية الإنتاج.
وقال موظف سابق بمحطة كهرباء “الأشعري”، بريف درعا الغربي، طلب عدم ذكر اسمه، لعنب بلدي، إنه كان يوجد سابقًا 1000 محولة مخالفة على خطوط التوتر المغذية لمشاريع ضخ مياه الشرب، توزعت بين أراضي طفس وداعل، وكان التعاقد مباشرةً مع إدارة المحطة التي تدفع أجور الموظفين المفصولين وتجري الصيانات اللازمة للمحطة.

وتابع الموظف قوله “المزارعون أزالوا المحولات خوفًا من الغرامة المترتبة على التشغيل غير القانوني خلال السنوات الماضية، وأملًا بالحصول على تراخيص للآبار خلال السنوات المقبلة”.

وبينما يدفع المستثمر 50 ألف ليرة سورية، بشكل شهري، يدفعها المزارع في يوم أو يومين، إذا اعتمد على مادة الديزل.

وسبب الري على كهرباء التوتر فوارق ملموسة بكلفة الإنتاج ونوعيته بين المزارعين، وهذا ما عبر عنه المزارع “أبو معتصم”، الذي كان يروي محاصيله على الديزل خلال السنوات الماضية.

وقال “أبو معتصم” إن التشغيل على الكهرباء فيه ظلم للمزارعين، لأنه يستهدف فئة محدودة تجعلها تتميز بالإنتاج كمًا ونوعًا وبكلفة أقل.

وأوضح أن “التكلفة تكون للمحرك من مازوت وغيار زيت معدن وإصلاح وكل هذه الأمور، وقد وفرها من يستفيد من عقد الاستثمار على الكهرباء”.

أما المزارع “أبو ضياء”، فيدفع مبالغ كبيرة على الديزل، فهو يحتاج بشكل يومي إلى 100 ليتر بمتوسط سعر يقدر بـ 300 ليرة لليتر، أي أنه يدفع 30 ألف ليرة بشكل يومي، بينما يدفع المستثمر على خطوط التوتر 50 ألف ليرة بشكل شهري.

وأضاف أن هناك تكلفة “تنزيل المحرك” بنهاية الموسم والتي قد تصل إلى 300 ألف ليرة سورية، معتبرًا أن الخطوة كانت استثنائية، ولم تشمل جميع المزارعين، بل خلّفت فوارق ملموسة بينهم.

حلول بديلة ولكن مكلفة

لجأت الأغلبية العظمى من المزارعين لتركيب ألواح الطاقة الشمسية كحل بديل لارتفاع وفقدان الديزل وإزالة المحولات عن خطوط التوتر.

لكن هذه الخطوة مكلفة، ولا تؤمّن التغذية المستمرة لضخ المياه، إذ تعمل فقط خلال ساعات النهار.

وانتشرت الألواح الشمسية بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، استعدادًا لموسم الصيف، خاصةً وأنها الحل الوحيد الذي يقي المحاصيل من جفاف محتوم.

الشاب حسن المرعي كان يستفيد من التشغيل على محولة خاصة موصولة بخطوط التوتر، قال لعنب بلدي إنه لجأ إلى تركيب الألواح بعد تنزيل محولته عن خطوط التوتر، وهو حل جنّبه دفع التكاليف الباهظة للارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات.

ورغم أن الخطوة مكلفة للغاية دفع فيها حسن ما يقارب خمسة ملايين ليرة سورية، فهي تعتبر الحل الوحيد المتاح للحفاظ على موسمه.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة