عروة قنواتي
عنوان بسيط لا يفي موقعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا حقها، تلك التي أمتعت المشاهدين من كل دول العالم في ملعب الاتحاد، معقل نادي مانشستر سيتي في مواجهة توتنهام هوتسبير، ليلة فاز فيها السيتي ولم يتأهل، ليلة خلع كلا المدربين سترتهما قبل دقيقة ونصف من نهاية المباراة، بين الصدمة وجنون الفرح، ليتدخل الفار ويعيد الحقوق لأصحابها.
مساء أربعاء ربع نهائي دوري أبطال أوروبا كانت ملامح بيب غوارديولا الهادئة في نهاية اللقاء ترسم الخط الإنكليزي الأخير في أجواء الملعب بالرغم من حزن لا يمكن وصفه إلا من أعماقه بأنه لم يكن بالإمكان ما هو أفضل مما كان، وظهرت ابتسامة بوكيتينيو الذي صرح قبل اللقاء بأن ” أحضروا السيتي الآن”، فتارة تنفس الصعداء لكسب التحدي وتارة احتضن لاعبيه على صمود حسم المواجهة بالهزيمة الرقمية والتأهل المنتظر.
نعم، لقد أجمع عشاق الكرة في العالم ضمن محيطنا وخارجه بأن الدقائق الأولى من عمر معركة الاتحاد كانت الأجمل والأمتع والأحلى منذ مواسم طويلة في التشامبيونز ليغ، كيف لا وقد زارت الكرة شباك الفريقين أربع مرات بالتساوي خلال عشر دقائق، كيف لا والعشاق لم يستطيعوا إكمال استفزاز بعضهم من خلال الرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي إلا لثوانٍ قليلة.
نعم، لقد تقلب الإحساس في القلوب والأرواح مع تقلب فرص حجز بطاقة نصف النهائي بين جبهة وأخرى، ونثر السحر الإنكليزي في كل أرجاء الملعب، بمتعة كرة القدم، بأخطاء الفريقين الدفاعية، بقدرات اللاعبين الهجومية، بمحاولة كل مدرب لينقذ ما يمكن إنقاذه، فكانت هذه المباراة أمتع مباريات الدور ربع النهائي بل الموسم بكامله بل الأفضل والأجمل خلال السنوات السابقة.
توتنهام والسيتي التقيا خلال عشرة أيام ثلاث مرات في ذهاب وإياب الشامبيونزليغ وخطف البطاقة أصدقاء بوكتينيو، وفي سبت الدوري كان الموعد مع الإياب حيث الحناجر جفت وهي تنتظر صافرة النهاية التي أكدت صدارة السيتي في هذه الجولة وخسارة توتنهام لنقاط المباراة، التي لربما تخلط أوراقه وتبعثرها في رحلة البحث عن كرسي لموسم دوري الأبطال المقبل، وسط صراع لا يعرف الرحمة ولا الشفقة مع المان يونايتد وتشيلسي وأرسنال.
سنذكر لقاء الأربعاء الماضي طويلًا، سنذكر تدخلات الفار التي أعطت الحق لصاحبه، ولن ينسى كل من تابع المباراة فرحة غوارديولا لهدف أخير تبين بعد ثوانٍ قليلة بأنه تسلل، لن تغيب ملامح بوكيتينيو وفرحة الكوري سون وحسرة كل الجماهير التي عشقت المان سيتي في ملعبها “الاتحاد”.
في قمة أوروبية شهيرة، ذهل السحر الإنكليزي أوروبا بأكملها، وذرفت الدموع في ضفة فرحًا وفي الضفة الأخرى حزنًا، وستبقى تفاصيل صغيرة في صفحة التشامبيونز ليغ.