تحرك روسي قبيل “أستانة”.. هل نشهد حلحلة سياسية في سوريا
عنب بلدي – وكالات
قبل أيام من محادثات “أستانة” بين النظام والمعارضة السورية، المقرر انعقادها في العاصمة الكازاخية في 25 و26 من نيسان الحالي، بدأت روسيا بتحرك يضمن لها نجاح الجولة الثانية عشرة المقبلة، تعيد فيها مسارها السياسي إلى الواجهة مجددًا.
التحرك جاء بعد قمة جمعت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في 8 من نيسان الحالي، في موسكو، وعلى الرغم من بقاء فحوى القمة طي الكتمان، أكد أردوغان أن هناك خطوات أخرى في المستقبل لتعزيز عملية “أستانة” أكثر.
الرئيس الروسي أرسل وفدًا مكونًا من مبعوثه الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، ونائب وزير الخارجية، سيرغي فيرشينين، للقاء أطراف متصارعة سياسيًا في الساحة السورية، بدأت بدعوة رئيس هيئة التفاوض، نصر الحريري، إلى السفارة الروسية في العاصمة السعودية (الرياض) في 18 من نيسان الحالي، وانتهت بلقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في العاصمة دمشق.
وبين اللقاءين بين طرفي الصراع السوري، أعلنت الخارجية الروسية أن الوفد التقى مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في 19 من نيسان، قبل توجهه إلى دمشق للقاء الأسد.
وبقي مضمون اللقاءات الثلاثة والرسائل التي حملها الوفد الروسي خلف الأبواب المغلقة، باستثناء ما صرحت به هيئة التفاوض والخارجية الروسية بأن اللقاءات نوقش فيها الوضع في سوريا بشكل مفصل، وآفاق حل الأزمة السورية، إلى جانب إيلاء اهتمام خاص لمسألة تشكيل اللجنة الدستورية، وضمان التسوية السياسية المستدامة للأزمة السورية يأتي بالتوافق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254.
اللجنة الدستورية
وتحاول روسيا إحياء مسار “أستانة” وإنهاء معوقات تشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بإعداد مسودة دستور جديد في سوريا بعد قرابة عام ونصف على الاتفاق عليها، في مؤتمر سوتشي في 20 من كانون الأول 2018.
ويأتي التحرك الروسي قبل عقد الجولة المقبلة من “أستانة” التي تعتبر الأولى خلال العام الحالي بعد انقطاع دام عدة أشهر، إذ عقدت آخر جولة في تشرين الثاني العام الماضي، واعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية حينها أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود بعد الفشل بإحراز تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية التي تسعى الدول إلى إنشائها من أجل وضع دستور جديد لسوريا.
كما وجه مؤتمر بروكسل، الذي انعقد في 14 من آذار، رسالة إلى روسيا عندما خلا البيان النهائي من ذكر “أستانة” أو الحديث عنه أو دعمه، على خلاف النسختين السابقتين، والتأكيد على حل المسألة السورية ضمن إطار الأمم المتحدة وقرار جنيف 2254.
من جهته حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من مساعي إفشال مسار “أستانة” بين النظام والمعارضة السورية، وذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي، أيفيتسا داشيش، في موسكو الأربعاء 17 من نيسان، داعيًا الأمم المتحدة إلى عدم الانجرار وراء مساعي بعض الجهات لعرقلة مسار “أستانة”.
تقارب روسي- سعودي على حساب إيران
التحرك الروسي انطلاقًا من السعودية يوحي بتقارب روسي- سعودي لحلحلة الملف السوري، وإعادة إحياء العلاقات بين دمشق والدول العربية، ولعل الزيارة القريبة التي سيقوم بها الرئيس فلاديمير بوتين، حليف الأسد، إلى الرياض، بحسب ما صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، في 16 من نيسان لقناة روسيا اليوم، قد تحدث انفراجة في الملف السوري ونقلة نوعية في العلاقات بين البلدين.
لكن التقارب الروسي- السعودي سيكون على حساب إيران، التي تسعى الرياض إلى إخراج قواتها من سوريا، والتي توجه وزير خارجيتها محمد جواد ظريف من لقاء الأسد مباشرة في دمشق إلى تركيا.
وانتشرت أنباء حول حمل ظريف رسالة من الأسد إلى أردوغان، الأمر الذي نفته وزارة الخارجية الإيرانية عبر المتحدث سيد عباس موسوي، الذي قال الخميس 18 من نيسان، إن “ظريف لم يحمل إلى أردوغان أي رسالة من جانب الرئيس السوري بشار الأسد”.
وبين تحرك الأطراف السياسية بحسب مصالح كل جهة، يترقب السوريون ما ستؤول إليه محادثات “أستانة”، وخاصة الموجودين في الشمال السوري، وسط تخوفهم من أن تكون الحلحلة السياسية على حساب شن عملية عسكرية في المنطقة ضد من يوصفون بـ “الجماعات الإرهابية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :