بوصلة تنظيم “الدولة” تتحول إلى صحراء البادية
عنب بلدي – خاص
على الضفة الغربية لنهر الفرات، انطلاقًا من جيوب في صحراء البادية السورية، يستعيد تنظيم “الدولة الإسلامية” نشاطه العسكري، بعد أسابيع من إعلان القضاء عليه من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بالسيطرة على منطقة الباغوز الواقعة بريف البوكمال شرق نهر الفرات.
يتمثل النشاط العسكري بسلسلة هجمات وكمائن تندرج في إطار العمليات الخاصة بـ “ولاية حمص”، لا تستهدف القوات الكردية بل قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، والتي عجزت على مدار العامين الماضيين عن ضبط المنطقة الواصلة بين الريف الشرقي لحمص وصولًا إلى أطراف مدينة دير الزور.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية يتحصن تنظيم “الدولة” في جيب يمتد بين محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور، ويتخذ من تلك المناطق جيوبًا صغيرة ومتفرقة، وتتركز عملياته على شكل هجمات سريعة وخاطفة ضد قوات الأسد على امتداد البادية السورية.
خسائر كبيرة للنظام
منذ شهر نيسان 2018 سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على مواقع في محيط مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، دون أن يثبت نفوذه في هذه المواقع، والتي جعل منها منطلقًا لهجمات يقوم بها بين الفترة والأخرى، ويعلن من خلالها مقتل عناصر من قوات الأسد.
قوات الأسد أعلنت بعد أشهر من سيطرة التنظيم بدء عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة المنطقة، إلا أنها لم تحرز أي تقدم، رغم استقدامها لعدة قوات مساندة إلى المنطقة على رأسها “لواء القدس” الفلسطيني، فالتنظيم يعتمد في المنطقة المذكورة أسلوب الكر والفر، وعدم التحصن بمنطقة بعينها، كي لا يكون عرضة للاستهداف المباشر.
ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الهجمات التي تطال قوات الأسد في المنطقة، إلا أن وتيرتها ازدادت بشكل كبير بعد إنهاء نفوذ التنظيم شرق الفرات بشكل كامل.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي، تجاوزت هجمات تنظيم “الدولة” ضد قوات الأسد في البادية ست هجمات، كان أبرزها في 22 من آذار الماضي، بمقتل ستة عناصر روس، إثر كمينين في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وتبعها في 8 من نيسان العام الحالي مقتل ضابطين روسيين عرضت جثتيهما وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم.
وإلى جانب ما سبق أعلن تنظيم “الدولة” مقتل 20 عنصرًا من قوات الأسد بينهم ثلاثة ضباط، بكمين وقعوا فيه قرب جبل “البشري” شرق مدينة السخنة في بادية حمص، 19 من نيسان الحالي، بينما أعلن فصيل “لواء القدس” الفلسطيني فك الحصار عن 500 عنصر من قوات الأسد في منطقة البادية، في الكمين ذاته.
وتعطي التطورات التي تشهدها منطقة البادية السورية مؤشرًا على تجدد نشاط تنظيم “الدولة” العسكري، خاصةً بعد الإعلان عن انتهاء نفوذه شرق الفرات على يد “قسد”.
وتعتبر المعارك التي تقوم بها قوات الأسد في البادية الأصعب قياسًا بباقي المناطق، لوعورة تضاريس المنطقة، والمساحة الواسعة التي يتنقل فيها مقاتلو التنظيم، والتي تعتبر بيئة خصبة لنشاطه العسكري.
“لواء القدس” رأس حربة في المعارك
لا تقتصر العمليات العسكرية في صحراء البادية السورية على قوات الأسد فقط، بل يبرز إلى جانبها تشكيلات “رديفة” يتصدرها “لواء القدس” الفلسطيني، الذي طالته الكمائن وقُتل عدد من عناصره، آخرهم في 24 من نيسان الحالي.
وكان التشكيل العسكري أعلن، في أيلول 2018، دخوله العمليات العسكرية ضد التنظيم في البادية، وعرض تسجيلات مصورة أظهرت توجه قواته إلى الريف الشرقي لحمص، ومحيط دير الزور من الجهة الغربية.
ويعتبر “لواء القدس” من أبرز الميليشيات المقاتلة إلى جانب قوات النظام في حلب، ويحمل شعار “فدائية الجيش العربي السوري”، تأسس في عام 2014 بقيادة المهندس محمد سعيد، وينحدر معظم مقاتليه من مخيم “باب النيرب” للاجئين الفلسطينيين، في المحور الشرقي للمدينة.
وكانت آخر العمليات العسكرية التي شارك فيها في محافظة القنيطرة، والتي شهدت اتفاقًا بين النظام والمعارضة أخلت فيها الأخيرة جميع مواقعها دون قتال.
وتلقى عناصر التشكيل مؤخرًا تدريبات من قبل الجيش الروسي، وهو ما أكدته وسائل الإعلام الروسية، بينها وكالة “ANNA news” التي نشرت، في 27 من كانون الثاني الماضي، صورًا من عمليات التدريب في مدينة حلب، وقالت إن مدربين روس يعلّمون “لواء القدس” على الأساليب القتالية في مدينة حلب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :