من المبادرات التي أنشئت مؤخرًا لدعم الناجيات من الاعتقال في سجون النظام السوري، ومساعدتهن على تطوير مهاراتهن وجعل أصواتهن مسموعة، “مشروع الناجيات السوريات” الذي أُنشئ بدعم من منظمة “اليوم التالي”.
رابطة لإشراك المعتقلات في مسار العدالة
المشروع بحسب المنظمة يعمل على تشكيل رابطة تسعى لتقوية الناجيات من الاعتقال، وتمكينهن من الدفاع عن قضيتهن في وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان والمحافل الدولية، إضافة لإشراكهن في مسار العدالة الانتقالية والسلام المستدام في سوريا مستقبلًا.
وينطلق المشروع من الإيمان بأهمية دور النساء في عملية العدالة الانتقالية والمشاركة في فعاليات المجتمع المدني، ونظرًا للدور البارز الذي لعبته المرأة السورية منذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011، وما طالها من تبعات جراء ذلك، من التعرض لمختلف أنواع العنف والاعتقال.
فعاليات المشروع
وتضمن المشروع عقد اجتماع تشاوري مع الناجيات، إلى جانب عدد من الورشات التدريبية بالتشارك مع منظمات حقوقية وأخرى معنية بالصحة النفسية.
منسقة المشروع حنان حليمة تحدثت لعنب بلدي عن هذه المبادرة وما قدمته وتقدمه لدعم الناجيات من الاعتقال.
وأوضحت حليمة أن المشروع قائم منذ سنة ونصف تقريبًا، إذ تم تشكيل فريق من الناجيات قُمن بالعديد من النشاطات، ولكن لسبب ما قررن الخروج من تحت مظلة منظمة “اليوم التالي” وعملن على تسجيل المشروع بأنفسهن في مرسين.
وفي شهر تشرين الثاني الماضي قامت المنظمة بتشكيل فريق جديد من الناجيات اللاتي لم يتم استهداف معظمهن بأي من المشاريع أو النشاطات السابقة من قبل أية جهة، وتولت حليمة الإشراف على المشروع.
وأضافت حليمة أن عدد المشاركات في المشروع بلغ 27 مشاركة يتوزعن على اسطنبول ومناطق في جنوب تركيا، بالإضافة لتواجد بعضهن في محافظة ادلب.
تدريبات لتمكين المشاركات
وعن التدريبات التي تلقتها المشاركات أوضحت حليمة أنه تم تدريبهن وتوعيتهن حول العدالة الانتقالية، وحقوق الإنسان “أنواع حقوق الإنسان والأسس القانونية التي ترتكز عليها وأنواع انتهاكات حقوق الإنسان والفرق بين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”، بالإضافة لتدريبات عن المناصرة لمساعدتهن في توصيل قصصهن للمنابر المختلفة، والدفاع عن قضيتهنّ.
كما حصلت المشاركات في المشروع على تدريب حول التوعية عن العنف القائم على النوع الجنسي والجنساني، تضمن “التعريف بطبيعة العنف الجنسي والعنف القائم على أساس الجنس، وأنواع الانتهاكات الجنسية”، إلى جانب التوعية حول انتهاكات حقوق الطفل سواء في السجون أو خارجها.
وأشارت حليمة إلى أنه يتم التحضير حاليًا لبعض نشاطات الدعم النفسي مع عدد من الجهات الفاعلة في هذا الخصوص، إذ سيتم إحالة بعض الناجيات إلى العلاج النفسي والجسدي بسبب وضعهن بعد الاعتقال.
وتضمنت المبادرة أيضًا اجتماع الناجيات مع “الآلية الدولية المستقلة” و”لجنة التحقيق الدولية” اللتان أنشأتهما منظمة “الأمم المتحدة” بهدف جمع وحفظ الأدلة الموجودة حول الانتهاكات في سوريا، والتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني منذ آذار 2011، لتعزيز المساءلة عن هذه الانتهاكات، ومكافحة الإفلات من العقاب.
ومن المنظمات التي قدمت تدريبات للناجيات ضمن هذه المبادرة، منظمة “أوسوم” الطبية، ومركز “نفس” في اسطنبول، ومنظمة “أطباء ومحامون من أجل حقوق الإنسان”.
وبينت حليمة أنه يتم التواصل حاليًا مع مركز “ضحايا التعذيب” لتقييم احتياجات الناجيات من أجل الورشة القادمة التي ستعقد قريبًا.
ومركز “ضحايا التعذيب” هو مركز أمريكي قام بدعم عدة نشاطات تخص الصحة النفسية، والدعم النفسي مع عدد من المنظمات السورية، وهو شريك مع “أوسوم” ومنظمات حقوقية تعنى بتوثيق الانتهاكات.
و”اليوم التالي” منظمة سورية غير حكومية تأسست عام 2011، في بلجيكا ومكتبها الرئيس في اسطنبول، وانطلقت عام 2012، لتسلط الضوء على قضايا سيادة القانون والعدالة الانتقالية، لدعم انتقال ديمقراطي سلمي قدر الإمكان والتركيز على القضايا الأساسية في الحكم القانوني، كما يقود فريقها حملات مناصرة لتسليط الضوء على المشكلات المجتمعية والحلول الممكنة.