تشهد مدينة كوباني (عين عرب) في ريف حلب الشرقي الشمالي عودة تدريجية لسكان المدنية ذات الغالبية الكردية وذلك على ضوء انحسار الاشتباكات بين القوات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية، الذي انسحب من المدينة قبل شهرين، في حين تتسبب الألغام التي زرعها عناصر التنظيم قبل انسحابهم بحصد مزيدٍ من الضحايا كان آخرهم طفلًا صباح اليوم.
وأكد الصحفي مصطفى عبدي، الموجود في كوباني أن وحدات حماية الشعب الكردية وقوات “البيشمركة” وفصائل من الجيش الحر تمكنت حتى اليوم من السيطرة على 80% من قرى ريف كوباني، فيما تتركز الاشتباكات مع تنظيم “الدولة” على الجبهة الجنوبية والشرقية من المدينة.
وأردف عبدي في تصريح لعندي بلدي أن الاشتباكات امتدت إلى المنطقة الواقعة بين شرقي كوباني وغربي مدينة تل أبيض؛ حيث يسيطر تنظيم “الدولة” على نحو 29 قرية، بينما شن طيران التحالف الدولي خلال 48 الساعة الماضية أكثر من 15 غارة جوية استهدفت تمركزات وتحصينات التنظيم في المنطقة الجنوبية لكوباني.
وحول تصريح قائم قام بلدة “سوروج” التركية اليوم الذي أكد عودة نحو 31 ألفًا من سكان كوباني إلى مدينتهم خلال الشهر الماضي، رجح عبدي أن يكون العدد أكبر من ذلك، بسبب دخول المدنيين بشكل غير شرعي عبر الحدود من أجل تفقد ممتلكاتهم وأراضيهم وبيوتهم.
في المقابل لفت إلى وجود حركة نزوح معاكسة إلى تركيا بسبب عدم توفر المقومات الأساسية للحياة من خبز وماء وغذاء وكهرباء، مع انعدام الخدمات والبنية التحتية كالمستشفيات والطرق والمواصلات وشبكة المياه والصرف الصحي في المدينة التي تقدر نسبة الدمار فيها نتيجة العمليات العسكرية بحوالي 75%.
ولا تزال السلطات المحلية في المدينة المتمثلة بـ “الإدارة الذاتية” ترفض السماح للمنظمات الدولية والمحلية بالعمل داخل المدينة وفق تأكيد عبدي، الذي أشار إلى وجود الجثث المتراكمة تحت الأنقاض، إلى جانب الألغام والقنابل والصواريخ غير المتفجرة.
بينما تتسبب الأبنية التي فخخها عناصر تنظيم “الدولة” قبل انسحابهم بمقتل مزيد من الضحايا كان آخرها اليوم، حيث قتل طفل وجرح آخران نتيجة انفجار لغم جنوب غربي المدينة.
ووصل عدد ضحايا الألغام في الأراضي الزراعية محيط المدينة إلى 41 مدنيًا، أغلبهم من المزارعين بحسب ما نقله العبدي.
يذكر أن تنظيم “الدولة” شن بداية شهر أيلول من السنة الماضية هجومًا واسعًا على كوباني مسيطرًا على أجزاء واسعة من المدينة وريفها، ما دفع أكثر من 190 ألفًا من سكان تلك المناطق للنزوح إلى تركيا، لكن وحدات الحماية الكردية مدعومة بالبيشمركة العراقية وفصائل من الجيش الحر استعادت السيطرة على مواقع التنظيم في المدينة ومحيطها، وسط غطاء جوي من طيران التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.
–