يواجه البريطاني، أيدان جيمس، وهو مقاتل سابق في “وحدات حماية الشعب” (الكردية) في سوريا تهمًا “إرهابية”، كقضية أولى من نوعها.
وكان جيمس، الذي ينحدر من فورمبي في ميرسيسايد، أحد المتطوعين البريطانيين الذين انضموا إلى “الوحدات” (الذراع العسكرية لقسد)، وقاتل تنظيم “الدولة” في معظم العمليات العسكرية في سوريا.
واعتقلته الشرطة البريطانية، في شباط الماضي، بعد وصوله إلى مطار ليفربول، وعرض على المحاكمة.
أول رجل يحاكم بتهمة الإرهاب
وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية اليوم، الأربعاء 17 من نيسان، أن هيئة المحلفين في بريطانيا أخفقت في التوصل إلى أحكام بشأن ما إذا كان أيدان قد ارتكب جرائم إرهابية خلال القتال ضد التنظيم.
وقالت، بحسب ما ترجمت عنب بلدي، إنه وبينما تم التحقيق مع متطوعين آخرين من “وحدات حماية الشعب” من قبل شرطة مكافحة الإرهاب، كان جيمس أول رجل يحاكم بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية.
وأقر قاض في محكمة الجنايات المركزية في لندن، الاثنين الماضي، بغياب أي أرضية لاتهام جيمس (28 عامًا)، بـ”التخطيط لعمل إرهابي”، ووجه المحلفون بتبرئته من هذه التهمة.
غير أن المحلفين عجزوا عن إصدار حكم بشأن تهمتين أخريين، تتعلقان بزيارة المشتبه به “موقعين تدرب فيهما إرهابيون” في العراق وسوريا، وقرر القاضي إعفاء هيئة المحلفين بعد مشاورات استغرقت 14 ساعة.
وأضافت الصحيفة أن قضية جيمس تأجلت حتى 1 من أيار المقبل، لعقد جلسة استماع وتحديد موعد جديد للمحاكمة.
تدريبات مع “PKK”
ورغم نفي المقاتل البريطاني جميع الجرائم، قائلًا إن أنشطته لم يكن لها “هدف إرهابي” وكان هدفه محاربة تنظيم “الدولة”، قال المدعون إن أنشطته مع “وحدات حماية الشعب” استوفت تعريف الإرهاب في القانون البريطاني، وهو نشاط “لغرض النهوض بقضية سياسية أو دينية أو أيديولوجية”.
وتعتبر بريطانيا أحد الأطراف الدولية الأساسية التي تدعم القوات الكردية في سوريا، وقدمت أسلحة واستشارات عسكرية في السنوات الماضية، في أثناء قتال تنظيم “الدولة”.
ويعتبر الإجراء الحالي الخاص بجيمس الأول من نوعه في بريطانيا، بينما وُجهت تهم سابقة تخص الإرهاب للجندي البريطاني السابق، جيمس ماثيوز.
ونقلت الصحيفة عن المدعي مارك هيوود كيو سي، قوله إنه أخبر هيئة المحلفين أن المقاتل جيمس خطط “بطريقة هواة” للمشاركة في أعمال العنف في “الحرب الأهلية السورية”.
وأضاف، “ادعى أن هدفه كان محاربة الدولة الإسلامية (…) في الواقع، لم يكن الأمر كذلك، لقد كان هناك الكثير لذلك”.
وبحسب هيوود، “قضية الادعاء ضده هي أنه ذهب كفرد إلى سوريا للقتال بالأسلحة والمتفجرات”.
وكان جيمس سافر إلى العراق، في آب 2017، واستمر في القتال ضد تنظيم “الدولة” مع “وحدات حماية الشعب” في سوريا.
ووجه ممثلو الادعاء اتهامات لجيمس بحضوره إلى الأماكن التي تم فيها تقديم “تدريب إرهابي” في منطقة مخمور العراقية، ثم في سوريا.
سمعت المحكمة أنه قابل مقاتلين من “حزب العمال الكردستاني” (PKK)، وهي جماعة إرهابية كردية لها صلات مع “وحدات حماية الشعب”.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن المحكمة، خضع جيمس لدورة تدريبية مدتها شهر واحد لشبكات “الوحدات” قبل نشره لمحاربة التنظيم في دير الزور، حيث شارك في معظم العمليات العسكرية.
طريق العودة من أربع دول
قرر جيمس مغادرة سوريا، في كانون الأول عام 2018، وعاد إلى المملكة المتحدة عبر أربيل وبغداد والأردن وهولندا.
وكانت بريطانيا ألقت القبض على العديد من البريطانيين الذين انضموا إلى “الوحدات”، وتم استجوابهم من قبل شرطة مكافحة الإرهاب، مع مصادرة جوازات سفرهم وهواتفهم، لكنهم لم يواجهوا أي إجراء آخر.
وعلى مدار السنوات الماضية من المعارك ضد تنظيم “الدولة” قتل ثمانية متطوعين بريطانيين يتبعون لـ”الوحدات” سبعة رجال وامرأة واحدة.
كما اتهم أحد المتطوعين، وهو الجندي السابق جيمس ماثيوز، “بحضور مكان يستخدم للتدريب الإرهابي”، لكن القضية أسقطت قبل المحاكمة، عام 2018.
بينما برأت محكمة بريطانية جوشوا ووكر، وهو متطوع ثالث في “وحدات حماية الشعب”، من جريمة إرهابية، بعد أن عثرت الشرطة على نسخة من كتاب الطبخ الأناركي في أثناء تفتيش منزله (الكتاب يورد طرقًا مختلفة لكيفية تصنيع المتفجرات والأسلحة والقنابل والمسدسات منزلية الصنع).
–