السويداء – نور نادر
تنتظر السويداء “مشروع الشاعر”، الذي يقدم باعتباره مشروعًا على مستوى الشرق الأوسط، لينقل المحافظة الجنوبية إلى مركز سياحي بعد سنوات من التهميش، لكن عراقيل تقف في وجهه إلى اليوم نتيجة صعوبة الحصول على الموافقات وأذونات التنفيذ ومصادر التمويل.
منطقة عين المرج في ظهر الجبل جذبت سابقًا العديد من المشاريع السياحية كونها منطقة تحقق شروط الجذب الاستثماري والسياحي، من حيث الموقع والطبيعة والجغرافيا، إلا أنها توقفت منذ سنوات.
ويعزى التوقف إلى عدم توفر المرافق الخدمية والبنى التحتية، من صرف صحي وشبكات مياه وكهرباء واتصالات وطرق تلبي احتياجات منطقة تنموية متكاملة، في محافظة تفتقر لمثل هذه المشاريع، من جهة، وغياب الجهات المعنية عن تحقيق هذه الخدمات وتطوير المنطقة أسوة بيعفور والصبورة وغيرها من المناطق الجبلية في سوريا من جهة أخرى.
إثر ذلك قرر رجل الأعمال، صياح الشاعر، وهو أحد أبناء الجبل في المغترب، وضع كامل ثقل عائلته الاقتصادي في هذه الأرض، والمراهنة الخطرة على نجاح المشروع.
من هو صياح الشاعر؟
صياح الشاعر، رجل أعمال سوري مقيم في فنزويلا، تخرج في جامعة دمشق قسم الجغرافيا عام 1980، وغادر إلى فنزويلا في عام 1981. وتم اختياره وكيلًا لشركة “LG”، بعد عمله في مجال الإلكترونيات، وأسس ناديًا اجتماعيًا في عام 1986، بحسب سيرته الذاتية، المنشورة على موقع الاقتصادي. |
مسطحات مائية.. مول وفندق خمسة نجوم
أحد المهندسين المشرفين على سير المشروع، فضل عدم ذكر اسمه، قال لعنب بلدي إن المشروع يقع على مساحة 64 دونمًا، ويضم فندقًا ومسبحًا ومطعمًا من فئة خمسة نجوم، بطاقة استيعابية 1444 كرسي إطعام و193 غرفة و368 سريرًا فندقيًا.
يتألف الموقع العام للمشروع، من كتلة للفندق تضم مسابح للكبار والصغار، تشمل تراسات مسقوفة ومكشوفة ومسطحات مائية وخدمات متممة، وتقسم طوابقه إلى ثلاثة أقبية وثمانية طوابق تتوزع على مساحة بناء إجمالية قدرها 19467 مترًا مربعًا.
كما يضم المشروع مساحات خضراء ومساحات مائية، إضافةً إلى ألعاب الأطفال وخدمات تجارية ونادٍ صحي وصالات كافتيريا وسينما.
شح الموارد و”عركسة الموافقات”
بحسب صفحة المشروع على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، كان من المقرر افتتاح المول عام 2013 والفندق عام 2014.
لكن وبحسب أحد المقربين من الشاعر ممن يعملون في شركة “رانيا للاستثمارات”، وهي الشركة المسؤولة عن المشروع، قال لعنب بلدي إن الحصول على موافقات بإضافة طوابق أو ترخيص المساحات الكبيرة للأراضي ما زال حتى اليوم يبطئ من سير العمل.
واعتبر أن “رؤوس السلطة يحاولون إيجاد حجج للدخول في المشروع وابتزاز أصحابه للحصول على حصة من هذا الضخ المالي الضخم، رغم أن المشروع قد يحقق ما يزيد على 1800 فرصة عمل”.
وأشار إلى أن “شركة رانيا” وسعت أعمالها مع بداية المشروع لتضمن جودة الإسمنت والحديد المستهلك، وتسهم اليوم وحدها في تأمين ما يزيد على 200 فرصة عمل من إداريين ومهندسين وعمال وعشرات المقاولين، بحسب تعبيره.
مشاريع على ورق
وفي حين تسير الأعمال ببطء في مشروع الشاعر السياحي، لا تزال مشاريع وعدت بها حكومة النظام السوري السويداء منذ عام 2011 مجمدة.
وكانت الحكومة وعدت بمشروع لتبريد وفرز وتوضيب الفواكه والخضار بكلفة نحو 25 مليون ليرة سورية، ومشروعين زراعيين لتسمين الخراف وتربية الأغنام وزراعة المحاصيل العلفية بقيمة 36 مليون ليرة، إضافة إلى مشروع تربية الأبقار وتسمين العجول بقيمة 30 مليون ليرة.
أما أحد أهم المشاريع العالقة، والذي صدر قرار بتنفيذه منذ 25 عامًا، هو مشروع أبراج الريان في وسط المدينة، والمؤلف بحسب المخطط من برجين، كل برج مؤلف من 19 طابقًا، ومحال تجارية وشقق سكنية ومرافق خدمية، ليكون بديلًا عن سوق الحسبة الذي يعاني من تلوث صحي ومن عشوائيته.