حساسية الربيع.. ما مسبباتها وما طرق علاجها

  • 2019/04/14
  • 12:09 م
حساسية الربيع

د. أكرم خولاني

مع قدوم فصل الربيع يتعرض الكثير من الناس للحساسية، ومن الملاحظ أن نسبة تعرض الناس للحساسية تزداد بشكل حاد، وربما يعود ذلك لزيادة المواد التي يتعرض لها الناس والمسببة للحساسية والتي لم تكن موجودة من قبل، أو أن المصابين أصبحوا يتوجهون للعلاج أكثر من السابق، وأيًا كان السبب فإنه من المفيد التعريف بأهم مسببات حساسية الربيع وطرق علاجها.

ما هي حساسية الربيع؟

الحساسية هي رد فعل من جهاز المناعة تجاه دخول المواد التي لا يعرفها إلى الجسم، والتي تدخل عن طريق التنفس أو اللمس أو الهضم، فتقوم بتحفيز الجهاز المناعي على إفراز مواد كيميائية في الجسم تسمى بالهستامين، ومن خلاله تظهر أعراض الحساسية مثل الاحمرار، الحكة، احتقان الأنف، ضيق النفس، الشرى.

وقد تظهر الحساسية في فصل معين من فصول السنة بسبب انتشار مواد مؤدية لها، لذلك يطلق على هذا النوع من أنواع الحساسية اسم الحساسية الموسميّة، و يُعد فصل الربيع الذي يبدأ في شهر آذار من كل عام موسم انتشار حبوب الطلع من الأزهار وأبواغ العفن مع النسائم الدافئة، وهي من أهم الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بالحساسية لذلك تسمى حساسية الربيع.

ومن الممكن أن يصيب هذا النوع من الحساسية أي شخص، وفي جميع الأعمار، إلا أنه غالبًا ما يظهر للمرة الأولى بين عمر 15 و 25 عامًا، ويسبب كثرة العطس في غالب الحالات، بالإضافة إلى حكة الأنف، وحكة العين، وذرف الدموع، ومن الممكن أن يسبب حالات ربو يمكنها أن تستمر لعدة أسابيع.

ما أكثر مسببات حساسية الربيع؟

هناك عدة مسببات للإصابة بهذا النوع من الحساسية، وهي:

  • حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء، وتنتج عن بعض الأشجار والأعشاب، ومن أكثر الأشجار المحفزة للإصابة بحساسية الربيع: أشجار البلوط، والعفص المطوي، والقيقب، والتامُول، والجوز، والـحَـوْر.
  • أبواغ العفن، حيث يطلق العفن بذورًا تسمى أبواغًا، تنتقل مع الرياح وتنتشر خلال فصل الربيع، لتتسبّب في تحفيز أسوأ أعراض للحساسية، وتوجد بعض أنواع العفن خارج المنازل، وتوجد أنواع داخل المنازل.
  • الأتربة والغبار.
  • تغير حالة الطقس نتيجة لتغير الفصول.
  • بعض أنواع الحشرات التي تنتشر خلال فصل الربيع.

ما أعراض حساسية الربيع؟

هناك أعراض مميزة لمرض حساسية الربيع، وهي:

  • الرغبة في العطس المتكرر.
  • تهيج العين واحمرارها، والرغبة بحكها، وظهور هالات سوداء تحت العين.
  • تهيج البلعوم واحتقان الحلق.
  • السعال.
  • حكة الأنف، وسيلان إفرازات منه.
  • احمرار الجلد والطفح الجلدي والرغبة في الحكة.
  • ضيق التنفس، يحدث هذا في حالات نادرة.
  • انسداد مجرى التنفس، يحدث هذا في الدرجات الخطيرة جدًا لكنها نادرة.

كيف يشخص سبب الحساسية؟

يعاني كثيرون من ردود فعل متأخرة لمسببات الحساسية، ما يجعل التعرف عليها أكثر صعوبة، فربما يتعرض الشخص لأحد مسببات الحساسية لكن الأعراض لا تظهر عليه إلا بعد مرور وقت طويل قد يصل إلى ست ساعات، لهذا يقوم الطبيب بإعطاء المصاب حقنة الحساسية Immunotherapy،وتحتوي هذه الحقنة على مواد مسببة للحساسية، وتعطى بشكل جرعات تدريجية على مراحل تحت الجلد، وحسب رد فعل الجسم خلال أيام يتم تحديد العامل المسبب للحساسية.

ما طرق العلاج؟

أنجع علاج للحساسية هو عدم التعرض لمسبباتها، ولكن أحيانًا يكون من الصعب جدًا تفادي هذه المسببات، لذلك يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي، وأحيانًا العلاج المناعي.

العلاج الدوائي: وفي الحقيقة هناك عدد من الأدوية التي تستخدم للتخفيف من أعراض الحساسية، ومن هذه الأدوية نذكر:

  1. مضادات الهستامين: تؤخذ على شكل حبوب أو محاليل فموية، وهي تقلل من كمية الهستامين في الجسم، ما يخفف من العطاس والحكة.
  2. مضادات الاحتقان: تتسبب هذه الأدوية انكماش الأوعية الدموية في الممرات التنفسية، فتخفف الاحتقان، وتجدر الإشارة إلى أنه تتوفر بعض التركيبات الدوائية التي تتضمن كلًا من مضادات الاحتقان ومضادات الهستامين لتعطي تأثيرهما معًا.
  3. بخاخات الأنف:  بعضها يحتوي على مضادات الاحتقان، والتي تساعد على فتح الممرات الأنفية بشكل أسرع مقارنة بمضادات الاحتقان الفموية، وبعضها يحتوي على الستيروئيدات مثل بيوديسونيد أو فلوتيكازون أو تريامسينولون، حيث تخفف هذه البخاخات من الالتهاب.
  4. قطرات العين الخاصة بالحساسية: تستخدم هذه القطرات لتخفيف الحكة والدماع الذي يصيب العين في فترة الحساسية.

العلاج المناعي: يصلح هذا النوع من العلاج للبالغين والأطفال بداية من عمر السادسة، وهو يعتمد في الأساس على علاج أسباب الحساسية، وكلما بُدئ العلاج به مبكرًا كانت النتائج أكثر فاعلية، ويحتاج هذا النوع من العلاج لصبر طويل، إذ يستغرق العلاج نحو ثلاثة أعوام، يتم خلالها حقن المريض بشكل مستمر بجرعات تزيد تدريجيًا من المادة التي يتحسس منها، بهدف قتل هذا التحسس لدى جهاز المناعة، وتصل نسبة نجاح هذه الطريقة العلاجية إلى 80%.

كيف يمكن الوقاية من حساسية الربيع؟

  • تجنب الخروج من المنزل في أيام هبوب الرياح وخلال ساعات الصباح الأولى عندما تكون أعداد حبوب الطلع في مستوياتها العليا.
  • ارتداء قبعة ونظارات شمسية عند الخروج من المنزل وإغلاق نوافذ السيارة عند ركوبها.
  • استبدال الملابس فور العودة إلى المنزل وغسل الشعر جيدًا خاصة قبل النوم لمنع نقل حبوب الطلع إلى الوسادة ومن ثم إلى الأنف والعينين.
  • غسل الحيوانات الأليفة المنزلية عند عودتها في كل مرة تخرج فيها من المنزل لمنع تسرب حبوب الطلع إلى المنزل.
  • تنظيف المنزل بشكل جيد والحرص على تكنيسه باستمرار بمكنسة كهربائية لسحب الغبار والجزيئات المجهرية، والتأكد من تنظيف الغبار من الزوايا وسطوح الأثاث وتنظيف العفن في الحمامات وأماكن الرطوبة في المنزل.
  • الحرص على بقاء نوافذ البيت مغلقة قدر الإمكان لتجنب دخول الغبار وحب الطلع واستقرارها على الأثاث، واستخدام مكيفات الهواء التي تحتوي على مرشحات جديدة لتنقية الهواء.
  • تنظيف الأنف دائمًا بغسول الأنف المنزلي المعقم (ربع ملعقة صغيرة من الملح وربع ملعقة من بيكربونات الصوديوم في كأس ماء مغلي) أو غسول الأنف المتوفر في الصيدلية.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية