عنب بلدي – خاص
بعمليات انتقامية وهجمات في مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، عبر العبوات الناسفة والهجمات الانغماسية، أحيا تنظيم “الدولة الاسلامية” ولاياته في خطوة لـ “الثأر” من هزيمته النهائية، في آذار الماضي.
الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها ضمن “غزوة الثأر لولاية الشام”، طالت نقاطًا وعناصر عسكرية لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في دير الزور والرقة والحسكة ومنبج بريف حلب.
وبررت “قسد” تلك الهجمات بأنها أمر متوقع بظهور ما وصفته “الخلايا السرية للتنظيم الإرهابي” في مناطق سيطرتها، وقالت إنها تتعامل معها بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وتأتي هذه التطورات بعد 20 يومًا من إعلان القوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي إنهاء نفوذ التنظيم شرق نهر الفرات في سوريا، بعد عمليات عسكرية استمرت لستة أشهر.
هجمات انتقامية مكثفة
كثف التنظيم خلال الأسبوع الماضي هجماته ضمن سلسلة عمليات تحت مسمى “غزوة الثأر لولاية الشام”، معلنًا عن تنفيذ نحو 30 عملية موزعة على دير الزور والحسكة والرقة ومنبج بريف حلب، خلال أربعة أيام من انطلاق تلك العمليات، بحسب صحيفة “النبأ” التابعة للتنظيم في عددها الأخير، الصادر الخميس 11 من نيسان.
وأوضحت الصحيفة، التي اطلعت عليها عنب بلدي، أن تلك العمليات نتج عنها مقتل وإصابة 45 عنصرًا في دير الزور، و31 قتيلًا ومصابًا في الرقة، وسبعة بين قتيل وجريح في منبج، إلى جانب قتلى وجرحى من قوات التحالف الدولي في ريف الحسكة، بحسب تقديرها.
واعتمد التنظيم على العبوات الناسفة لتنفيذ معظم عملياته، مقابل تفجير سيارة مفخخة في منطقة الشدادي بريف الحسكة، إلى جانب اشتباكات واستهدافات عسكرية تحدث عنها من خلال إعلامه الرسمي، عبر وكالة “أعماق”، محافظًا على توصيف “الولايات” للمناطق التي كان يسيطر عليها.
وجاءت الهجمات المكثفة بعد أيام على هزيمة التنظيم في آخر معاقله ببلدة الباغوز شرق الفرات، ليلجأ إلى حرب العصابات والعمليات المباغتة.
وتعطي هجمات تنظيم “الدولة” الحالية مؤشرًا على وجود خلايا له في المنطقة الشرقية من سوريا، والتي من شأنها أن تخلط أوراق المنطقة أمنيًا وعسكريًا دون الوصول إلى الاستقرار بشكل فوري.
خلايا تزعزع مكتسبات النصر
من جهته قال المتحدث باسم “قسد”، كينو غابرييل، الخميس الماضي، إن “ظهور الخلايا السرية لتنظيم داعش الإرهابي ليس أمرًا مفاجئًا، فهي موجودة منذ فترة وتقوم بأعمال إرهابية في مناطق مختلفة، سواء داخل سوريا، أو في العراق”، بحسب شبكة “روداو” الإعلامية.
وأضاف، “هذه المسألة قديمة ويتم التعامل معها من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي بدعم من التحالف الدولي في مختلف مراحل العمل الذي يتم القيام به”.
كما أشار إلى أن وجود خلايا نائمة في تلك المناطق ليس محصورًا بتنظيم “الدولة”، بل هناك أطراف وجهات مختلفة خارج التنظيم (لم يسمها)، تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، وخلق حالة من الفوضى، إلى جانب تخريب المكتسبات التي تحققت بعد القضاء على التنظيم، والوقوف في وجه عودة المدنيين وسكان المناطق إلى حياتهم الطبيعية.
وكانت “قسد” أعلنت في 23 من آذار الماضي، السيطرة النهائية على مناطق شرق الفرات وإنهاء نفوذ تنظيم “الدولة” في المنطقة، بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي مطلع نيسان الحالي، قال المسؤول الإعلامي للقوات، مصطفى بالي، إن قواته تستأصل مجموعات من تنظيم “الدولة” تختبئ في كهوف داخل قرية الباغوز وبالقرب منها.
وسبق أن صرح القيادي جيا فرات لوكالة “رويترز”، في وقت سابق، أن “قسد” ستنتقل قريبًا للمرحلة المقبلة، وهي “ملاحقة الخلايا النائمة وفلول داعش المنتشرين في كل المناطق لتأمين المنطقة”.
كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، شون روبرتسون، في هذا السياق، “في حين أن الانتهاء من تحرير الأراضي يعد معلمًا رئيسيًا، إلا أننا سنواصل العمل مع شركائنا في العراق وسوريا لحرمان داعش من فرصة العودة إلى الظهور”.