عروة قنواتي
سحبت، الجمعة 12 من نيسان، في العاصمة المصرية القاهرة قرعة بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها الملاعب المصرية هذا الصيف وسط مشاركة معتادة لبعض المنتخبات التي زارت لائحة الشرف وحملت لقب البطولة ولمنتخبات أخرى تستنشق عطر القارة السمراء في أكبر بطولاتها للمرة الأولى في تاريخها.
كيف حال العرب مع جدول الفرق في كل مجموعة؟
تشارك مصر وتونس والمغرب والجزائر في البطولة القارية السمراء إلى جانب موريتانيا التي تشارك للمرة الأولى، بينما فشلت كل من ليبيا وجزر القمر بالعبور من الجولة الأخيرة في التصفيات إلى المحفل الكروي القاري.
تونس وموريتانيا معًا في مجموعة واحدة مع فارق الإعداد والإمكانيات بين المنتخبين الى جانب مالي وأنغولا، إذ تبدو حظوظ تونس هي الأكبر في الصعود إلى الأدوار الإقصائية بينما سيعاني المنتخب الموريتاني في أول مشاركاته لإثبات ذاته ووصوله إلى مركز متقدم في البطولة.
مصر لا تبدو أنها ستبذل الجهود بشدة نسبة إلى ما قدمته الكرة المصرية في تصفيات ونهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا 2018 من نتائج وإحصائيات (على تواضعها)، ولكن امتلاك الفراعنة لأسماء مهمة في تشكيلة المنتخب وحضور الجمهور صاحب الأرض يعطي الأهمية والتأكيد الأولي بقدرة مصر على صدارة المجموعة الأولى، خاصة أن المنتخبات المنافسة ضمن المجموعة هي الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي وأوغندا.
منتخب الجزائر الغائب الحاضر في الأعراس العالمية والقارية يدخل بنسق جديد مطعم بالمحترفين أصحاب الحضور والشهرة ضمن مجموعة معقولة التنافس وفاترة الصراع إلى جانب السنغال وتنزانيا وغينيا، لتبدو فرص منتخب الجزائر بما يملك من أسماء لامعة كبيرة بالذهاب بعيدًا في البطولة وليس فقط على مستوى صدارة المجموعة.
أما الفارس المغربي الممتع في تصفيات كأس العالم وفي المونديال أيضًا بنجومه وتكتيك مدربه وتعاطي الإعلام العالمي مع هذا الجيل المشابه لجيل الكرة المغربية في ثمانينيات القرن الماضي، من ناحية المنافسة وعلو الكعب على مستوى القارة السمراء، فيدخل البطولة على الأراضي المصرية ضمن مجموعة تعتبر الأقوى والأهم تضم مدارس إفريقية مهمة ومرشحة لنيل اللقب في كل مسابقة، وهي ساحل العاج وجنوب إفريقيا بالإضافة إلى ناميبيا المتواضعة، أي أن المشعل المغربي سيطوف بحثًا عن بطاقة التأهل في مواجهة رؤوس الحربة السمراء (ساحل العاج وجنوب إفريقيا) وعليه فإن حسابات المغرب ستكون بعيدًا عن أي ترشيح أولي وستذهب بنا إلى صافرة كل لقاء في البداية والنهاية مع إحساس كل العشاق للكرة المغربية بأن بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة ستكون من نصيب العرب.
نحن جميعًا على بعد شهرين تقريبًا من افتتاح البطولة الإفريقية للرجال في جمهورية مصر العربية بنكهة الصيف والحضور البارز لنجوم القارة السمراء في منتخبات بلدانهم، فلا يبدو الكأس بعيدًا عن الأيادي العربية رغم الطموحات التي تنطلق من كل المنتخبات، وما علينا سوى الانتظار.