ما الذي نعرفه عن دواء لارجاكتيل

د. أكرم خولاني

لارجاكتيل Largactil  هو الاسم التجاري للمستحضر الدوائي كلوربرومازين Chlorpromazine، وهو دواء ينتمي إلى مجموعة من الأدوية تسمى مضادات الذهان، تم اكتشافه في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وهو مضاد الذهان الأول الذي وضع حيز الاستعمال ولا يزال يستخدم حتى اليوم.

يعمل هذا الدواء من خلال منع مجموعة متنوعة من المستقبلات في الدماغ، مثل مستقبلات الدوبامين-2  (الدوبامين هو مركب كيميائي يفرز بواسطة الخلايا العصبية، ويلعب دورًا مهمًا في نقل الرسائل بين خلايا المخ، كما يشارك في تنظيم المزاج والسلوك، ويتحكم بالغثيان والقيء)، فعندما يمنع لارجاكتيل مادة الدوبامين من الوصول إلى مستقبلاتها يمنع بذلك فرط نشاط الدوبامين في الدماغ والمؤدي إلى مرض الفصام، ويؤدي إلى الهدوء وتحسين اضطرابات المشاعر والسلوك، ولذلك فهو يستخدم في الحالات التالية:

• مرض الفصام، وهو لا يعالج المرض إنما يقلل من الأعراض ويساعد في السيطرة على المرض (استخدام على المدى البعيد).
• الهوس، حيث يحسن الأفكار المضطربة والمشاعر والسلوك.
• الاضطرابات النفسية السلوكية المنطوية على العدوان أو التحريض أو الإثارة الشديدة.
• للسيطرة على حالات القلق الشديد والسلوك المهتاج أو العنيف أو الخطير (استخدام على المدى القصير).
• للسيطرة على الغثيان والقيء عندما تكون الأدوية الأخرى غير فعالة.
• لعلاج الفواق (الحزقة) المستمر، ولا تزال آلية عمله في هذه الحالة غير معروفة.
• كدواء قبل التخدير في العمليات.

معلومات صيدلانية

يصنع لارجاكتيل على شكل حبوب فموية (25-100 ملغ)، وحقن عضلية (25 ملغ/5مل – 50 ملغ/2مل)، وتبدأ الفعالية بعد 30-60 دقيقة من الإعطاء عن طريق الفم، وبعد 15-20 دقيقة من الإعطاء عن طريق العضل، وتستمر الفعالية 10-12 ساعة (وتستمر حتى 3 أسابيع في حالة الاستخدام المنتظم طويل الأمد).

وهو يعطى بجرعة 25 ملغ تكرر بفواصل 6-8 ساعات، ويوصى بالبدء بجرعة منخفضة ثم زيادتها تدريجيًا، ويمكن إعطاؤه فمويًا على معدة فارغة أو ممتلئة، وعندما يكون الإعطاء عضليًا لا يجوز تخطي 25 ملغ في الـ 24 ساعة الأولى من العلاج، وتبلغ الجرعة اليومية للبالغين:

في الاضطرابات النفسية: يعطى بجرعة 25-75 ملغ في اليوم موزعة على دفعات، ويمكن زيادتها حتى الوصول إلى التأثير المطلوب أو الوصول إلى 800 ملغ في اليوم.

في حالات القيء أو الغثيان أو الفواق: يعطى بجرعة 25-50 ملغ بالعضل، ويمكن تكرارها 2-3 مرات في اليوم.

كدواء قبل التخدير: يعطى بجرعة 25-50 ملغ بالعضل قبل عدة ساعات من الجراحة.

أما للأطفال فهو يعطى بجرعة: 1 ملغ/ 1 كغ من الوزن، ويمكن تكرار الجرعة، حسب الحاجة، 3-5 مرات في اليوم.

ملاحظات

قد يؤدي استخدام لارجاكتيل إلى بعض الآثار الجانبية مثل: نعاس، هبوط ضغط انتصابي، تعب، عدم وضوح الرؤية، جفاف الفم، زيادة وزن، رعشة، عدم انتظام الدورة الشهرية، ضعف جنسي، يرقان، اضطراب نظم القلب، طفح جلدي، نقص تعداد كريات الدم البيضاء.

عند استخدام لارجاكتيل من قبل الحامل فإنه ينتقل عبر المشيمة إلى الجنين، و لم تثبت سلامته على الجنين، خاصة في الثلثين الأول والثالث من الحمل (فئة C)، لذا يجب عدم استخدامه في أثناء الحمل، وفي حال تم استخدامه في الثلث الثالث للحمل فإنه يسبب أعراض انسحاب عند الطفل بعد الولادة (رجفان، تصلب عضلات، نعاس، عصبية).

كذلك فإن لارجاكتيل ينتقل إلى حليب الأم المرضع، وقد يؤثر على الطفل الرضيع، لذا ينصح بعدم استخدامه في أثناء الإرضاع، أو إيقاف الرضاعة الطبيعية في حال الاضطرار لاستخدامه من قبل المرضع.

قد يؤدي الاستخدام المديد للارجاكتيل إلى زيادة خطر الإصابة بخثرات الأوردة خاصة في الساقين (يحدث انتفاخ وأم واحمرار) وقد يؤدي إلى صمة رئوية (ألم صدري، ضيق نفس مفاجئ، سعال، سعال مع نفث دموي)، لذا يجب مراجعة الطبيب فورًا عند حدوث أي من الأعراض السابقة.

قد تجعل الجرعات المرتفعة الجلد أكثر حساسية لأشعة الشمس، لذا يجب تجنب تعريض الجلد لأشعة الشمس المباشرة أو المصابيح الشمسية، وقبل التعرض يجب استخدام كريمات واقية من الشمس.

عند تناول جرعات مرتفعة من لارجاكتيل ولفترة طويلة يجب أن يتم التوقف عن استخدامه بشكل تدريجي، إذ إن الإيقاف المفاجئ قد يؤدي إلى أعراض الانسحاب (غثيان، إقياء، صعوبة النوم، رعشة)، كذلك قد يؤدي إلى عودة أعراض المرض.

يجب مراجعة الطبيب فورًا في حال حدوث: ارتفاع حرارة، تعرق، تصلب عضلات، خمول، زيادة سرعة التنفس، فقد تكون هذه الأعراض بسبب تأثير جانبي نادر يسمى المتلازمة الخبيثة للذهان، ويجب إيقاف الدواء عندها.