عنب بلدي – ريف حلب
تجوب شوارع اعزاز، بريف حلب الشمالي، شاحنة صغيرة مغلقة، تحمل مئات الكتب والمواد التعليمية، في تجربة هي الأولى من نوعها في المنطقة، أطلقتها “شبكة حرّاس”، المتخصصة بالدعم النفسي الاجتماعي للطفل.
“المكتبة المتنقلة” تهدف إلى إيصال الخدمة المكتبية للأطفال في المناطق النائية والمعزولة، أو تلك ذات الطبيعة الجبلية الوعرة ومناطق البادية التي تفتقر للخدمات والإمكانيات.
ويصطحب المكتبة فريق متخصص، مهمته توفير نشاطات الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال، وكذلك توعية الأطفال وذويهم برسائل الحماية الأساسية، بالإضافة إلى التعرف على الأطفال الذين يحتاجون إلى الحماية، ومن ثم إحالتهم إلى الأقسام المتخصصة بإدارة الحالة.
يقول بعض أهالي المنطقة إنهم استحسنوا فكرة المكتبة، التي سهلت وصول الكتب لمن هم في أمس الحاجة لها، واقترح، محمد هاشم، وهو من أبناء المنطقة، أن يتم تحديد مواعيد معلنة لقدومها خلال الأسبوع، فهو يرى أنها تلبي حاجات الأطفال في المخيمات البعيدة عن المدن، والتي لا تتوفر فيها مدارس، حسبما قال لعنب بلدي.
محمد عبد القادر، وهو من أهالي المنطقة، أشاد في حديثه لعنب بلدي بمشروع المكتبة، لكنه اعتبر أن هناك حاجة كبيرة تتطلب توسيع المشروع، فهناك الكثير من التلاميذ المنقطعين عن الدراسة بسبب النزوح وظروف الحرب، “نأمل أن يكون هناك اهتمام أكثر في التعليم”.
مشرفة التواصل في “شبكة حراس”، ليلى حسو، قالت إن المكتبة المتنقلة ضمت “مجموعة غنية ومتكاملة ومنتقاة بشكل جيد من الكتب والقصص، بحيث تسهم في زيادة ثقة الأطفال بأنفسهم وتحسين تواصلهم مع أقرانهم وإطلاق العنان لأفكارهم وخيالهم الذي ليس له حدود”.
وراعت الشبكة أن تكون مواد المكتبة بسيطة سهلة الأسلوب، وقالت حسو إنها أخذت في اعتبارها مراعاة حجم المجتمع السكاني، وميول ورغبات المستفيدين، وعدد الأطفال في تلك المناطق.
وعملت الشبكة على تأمين مكتبتين متنقلتين حتى الآن، وتطمح في المستقبل القريب إلى توفير 80 مكتبة متنقلة للوصول إلى جميع المناطق السورية النائية والتي يفتقر أطفالها لمثل هذه الخدمات والنشاطات.
وتأسست “شبكة حراس” في داريا عام 2012، وانتقلت للعمل في الشمال السوري في إدلب عام 2015، ويوجد لها حاليًا خمسة مكاتب في ريف حلب الغربي وإدلب، ومكتب في شمال حلب، بعد التهجير الأخير لأهالي الغوطة.
وتضرر القطاع التعليمي في سوريا بشكل كبير، إذ شهدت المنشآت التعليمية دمارًا واسعًا، وخسرت المدارس كوادرها، وبحسب تقديرات “الصليب الأحمر” السوري، فإن مليوني طفل لا يذهبون إلى المدرسة في سوريا.