خطيب بدلة
ما كان في نية المحلل الاستراتيجي الكبير الأستاذ (خاء عين) أن يتحدث عن مستجدات هذه الأيام السياسية، وبالأخص عن تغريدة ترامب المتعلقة بضم الجولان لإسرائيل، ولكن أحد الأشخاص من ذوي الدماء الثقيلة قال له، في وقت المغيب: صباح الخير يا أستاذ خاء عين! شو رأيك بتغريدة “أبو الترّْ”؟ فرد عليه قائلًا: تُصَبِّحُني بالخير، يا أخا العرب، وقتَ الغروب؟! إن هذا بابٌ للمناقرة، ومدخل للمجاقرة..
وقال له: ولكنك، بلا شك، طرقتَ الباب الخاطئ، وجئتَ تجادلُ الرجل الذي لا يَهونْ، وتناطحُ التيسَ الذي لا تُلْوَى له قرونْ.. الله وكيلك، وكيل السماوات والأراضين، كنتُ أبحث عن طريدة أروي بها غلي وغليلي، فألهمكَ اللهُ أن تأتي في طريقي لتتبهدل، وتتشرشح، فأنا مَنْ يقدر أن يمسح بك، وبأمثالك، الأرض. مَنْ أنت أيها النكرة حتى تغمز من قناة قيادتنا الحكيمة، وإعلامنا الحصيف، وسياسيينا المخضرمين؟
سأمشي معك -رغم بلادتك وسوء نواياك- بطريقة الـ نَقْلِي نَقْلِي ميلي، واقع فيكي وما في بيدي حيلي.. وأُفْهِمُكَ أن قولَ العامة في الأمثال “الكف لمن سطرو” ليس صحيحًا على إطلاقه، فالكَفُّ شيء شبيه بالصاع، ومَن اعتاد أن يرد الصاع صاعين، والكف كفين، لا جدوى من صَفعه، بل إن الصافع سوف يُقالُ له، كما في الأفلام المصرية، حَ تندم يا جميل! ولسوف يندم بالفعل. وهذا ما حصل على أرض الواقع، فالرجل الذي وصفه أديبُنا الكبير “حاء حاء” بأنه أحمق؛ أعني الرئيسَ الأمريكيَّ ترامب، بمجرد ما تفوه بحماقته الكبرى، معلنًا موافقته على أن تسود الدولة المسخُ إسرائيل على جولاننا الحبيب، (لَبَخَهُ) فنانُنا الكوميدي الكبير دريد لحام على فمه بصفعة أغلبُ الظن أنها أنشبت الدماء من مناخيره، وقذفت بأسنانه الأمامية خارجَ فمه، وهي أنَّ “لحام” وضعَ توقيعه الصريح، وبالبنط العريض، على سَلْخ ولاية كاليفورنيا عن الولايات المتحدة الأمريكية، وضمها إلى المكسيك! وعَيْنُكَ -يا مُجَادِلي التافه- لا ترى إلا النور، فما إنْ أتم الفنان الكبير “لحام” وضع توقيعه الكريم على هاتيك الوثيقة التاريخية، حتى نزل أبناءُ الشعب المكسيكي الصديق إلى الشوارع، متزنرينَ بأعلام الجمهورية العربية السورية، وأعلام البعث، وصور القائد التاريخي الراحل حافظ الأسد، وصور قائدنا الحالي، وباشروا الدبكة على إيقاع “خمس صبايا حد العين”، وإذ تقدمَ أحد الصحفيين من وسط إحدى حلقات الدبكة، وسأل الإخوةَ الدابكين عن السر في أنهم يحملون أعلامَ سوريا وصور قادتها، فقال له أحدهم: والله يا عمي نحن لولا هؤلاء الناس لما أعطانا أحدٌ من الناس ما يملأ طشتًا واحدًا من تراب كاليفورنيا. وكان ذلك الصحفي سئيلًا (ثقيلًا) -مثل حضرتك- فقال لهم، ولماذا تجاهلتم الفنان الذي أهداكم هذا الولاية العظيمة؟ فقال له أحدهم وهو يقفز في الهواء ويلوح بالشملة وينخ على الأرض: الفنان دريد لحام على رأسنا هو ووطنيته وضربه على الطبل وغناؤه في معسكرات الطلائع ولكن توقيعه، لو لم يكن مؤيدًا ومدعومًا من القيادة التاريخية لبيت الأسد لن يكون أكثر من ضراط على البلاط. وفهمُكم كافٍ.