عين الرمانة.. فتيل الحرب اللبنانية التي غيرت وجه المنطقة

  • 2019/04/14
  • 12:25 م
بوسطة عين الرمانة - 13 نيسان 2017 (صحيفة اللواء)

بوسطة عين الرمانة - 13 نيسان 2017 (صحيفة اللواء)

لم يكن من أطلق الرصاص في يوم 13 من نيسان 1975، في منطقة عين الرمانة، يعرف أن رصاصاته ستغير شكل لبنان والشرق الأوسط ككل.

وربما لم يخطر بباله أن مجرد رصاصات تخرج من بندقية، أيًا يكن مطلقها ومن ستصيب، ستخلف جراحًا عميقةً في لبنان، وتؤدي لنظام طائفي، وتدخل البلاد في دوامة حرب، وقنبلة أزمات لم تنتهِ إلى اليوم.

لبنان، سويسرا الشرق، قبل حادثة عين الرمانة ليست كما بعدها، ولبنان الذي كان حاضنة للثقافة العربية، أصبح يعاني كما يعاني جيرانه، من أزمات على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي الذاكرة قتلى الحرب ومعتقلوها ومغيبوها، وعلى الأرض تنازع دولي دائم على بلد كان منارة العالم العربي.

ولم تكن الحرب الأهلية اللبنانية الحادثة الدموية الأولى، إذ شهد عام 1958 أحداثًا مشابهة أيضًا.

 

من أطلق الرصاص على البوسطة؟

لا يمكن ذكر تفاصيل حادثة عين الرمانة، التي أشعلت الحرب الأهلية اللبنانية، دون المرور على الأحداث السياسية السابقة لها، فلبنان كان يعيش أصلًا عدة أزمات، كان أبرزها حادثة اغتيال السياسي معروف سعد في مدينة صيدا، في أثناء إحدى المظاهرات المناهضة للحكومة في ذلك الوقت، إضافةً لانقسام الشارع اللبناني حول الوجود الفلسطيني المسلح على أرضهم، ومحاولة إنهاء “اتفاق القاهرة”، في عام 1973.

وكان الرئيس اللبناني الأسبق، شارل الحلو، عقد مع الرئيس المصري، جمال عبد الناصر، والزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات، اتفاقًا لتنظيم عمليات الكفاح المسلح الفلسطيني ضد الكيان الإسرائيلي، انطلاقًا من جنوب لبنان، والذي عرف بـ “اتفاق القاهرة”.

وفي 13 من نيسان 1975، وفي أثناء احتفالات تدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك، جرت محاولة لاغتيال بيير الجميل، اتهم فيها فلسطينيون، وبعد زمن قصير، تصادف مرور فدائيين فلسطينيين داخل حافلة متجهة إلى تل الزعتر، فما كان من عناصر حزب الكتائب اللبنانية (هناك روايات تقول إنهم كانوا من أهالي المنطقة) إلا أن أطلقوا النار على الحافلة، لظنهم أن الفلسطينيين الموجودين داخلها قادمون لإكمال عملية الاغتيال، ما أدى إلى مقتل 27 فلسطينيًا، لتنطلق بعدها شرارة الحرب الأهلية اللبنانية.

 

كيف أثرت الحرب الأهلية على المنطقة؟

أدت الحرب الأهلية اللبنانية إلى تغيير وجه لبنان والمنطقة، بسبب التدخلات الدولية ودعم دول عربية وأجنبية للفصائل المسلحة المتحاربة، وهو ما أدى إلى طول أمد الحرب أيضًا.

ولعل أبرز التدخلات كانت دخول قوات الردع العربية بقيادة سوريا إلى لبنان بغطاء من جامعة الدول العربية في عام 1976.

أدت الحرب الأهلية اللبنانية إلى تمدد الاحتلال الإسرائيلي، الذي قام بعملية الليطاني في عام 1978، بحجة مقاومة العمليات الفلسطينية المنطلقة من الجنوب، ورغم صدور قرار مجلس الأمن رقم 425، والقاضي بانسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها، إلا أن الإسرائيليين رفضوا القرار، وأقاموا ما سموه دولة لبنان الحر، بقيادة سعد حداد، قائد جيش لبنان الجنوبي، وهو ما تزامن مع توقيع مصر لمعاهدة السلام.

ولم يكن دخول إسرائيل على خط الحرب الأهلية في لبنان الأول، ولم يكن الأخير.

شكل دخول القوات السورية منعطفًا حادًا في الحرب، خاصة مع قيامها بما عرف بمجزرة مخيم تل الزعتر الذي تقطنه أكثرية فلسطينية، بالتعاون مع عدد من الميليشيات والكتائب المتحالفة معها.

وسقط المخيم بتاريخ 14 من آب عام 1976، بعد حصار خانق، وقطع الماء والكهرباء عن المخيم.

وبعد الاجتياح، تم ارتكاب مجازر بحق السكان، وبحسب قناة “الجزيرة”، بلغ أعداد القتلى 4280 قتيلًا، أغلبهم من المدنيين. وبعد المجزرة، دخلت الجرافات وهدم المخيم بالكامل.

احد الشعارات على جدران مخيم الزعتر (من كتاب السيدة ماري شختورة)

 

1982.. بداية الاجتياح

قامت إسرائيل في عام 1982، باجتياح كامل للبنان، ووصلت إلى بيروت، فيما سمي عملية “السلام للجليل”، بحجة محاربة منظمة التحرير الفلسطينية، بعد محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن على يد منظمة “أبو نضال”، وهو ما أدى إلى اشتباكات مباشرة مع الجيش السوري وحلفائه.

وانسحبت إسرائيل في العام 1985، وبقيت على احتلالها لجنوب لبنان حتى انسحابها منه بشكل نهائي في شهر أيار من عام 2000.

كما خرج المقاتلون الفلسطينيون، ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس في 30 من آب 1982، ما أدى إلى تأمين حدود إسرائيل الشمالية لاحقًا.

بقي الجيش السوري محتلًا للبنان حتى قامت المظاهرات ضد وجوده في عام 2005، فيما عرف “بثورة الأرز”، بعد اغتيال رفيق الحريري في 14 من شباط من نفس العام.

أنهى اتفاق الطائف عام 1989، في المملكة العربية السعودية، الحرب الأهلية اللبنانية، وأدى إلى قيام نظام سياسي قائم على المحاصصات الطائفية.

وأدت الحرب أيضًا إلى ظهور “حزب الله” بذريعة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان والوجود الأمريكي في لبنان، وصولًا إلى احتكاره لسلاح المقاومة اللبنانية، وتبعيته بشكل كامل إلى إيران.

 

نهاية البوسطة؟

نجا سائق الحافلة مصطفى حسين من الحادثة، وبحسب تقرير نشرته قناة “LBC”، في 15 من نيسان 2017، شارك ابنه رضا في الحرب ضمن صفوف حركة “أمل”.

أما البوسطة ذاتها، فتحولت إلى مطعم يقدم الطعام المجاني لمختلف الطوائف اللبنانية، بحسب تقرير نشرته قناة “الجديد” اللبنانية في 7 من كانون الأول 2016.

مقالات متعلقة

  1. في الذكرى 41 لدخول سوريا إلى لبنان.. عيون تراقب "تصفية الحسابات"
  2. أمريكا تقدم دعمًا إضافيًا للجيش اللبناني بـ67 مليون دولار
  3. قوات النظام تخلي نقطة عسكرية بالقرب من التنف
  4. توتر يخيّم على لبنان.. السلاح في الشارع

دولي

المزيد من دولي