غاب اسم تشافي اليوم وأمس عن أبطال أوروبا، فغاب معه شيء من جمالية كرة القدم وروحها، ولكن بقي إرث كرة القدم الذي لطالما آمن به ابن أكاديمية “لا ماسيا” (أكاديمية نادي برشلونة الإسباني).
غاب في أبطال أوروبا وحضر في آسيا مع أبطالها، فأثمر أداؤه في أبطال آسيا مع فريقه السد القطري أمام باختكور الأوزبكي ضمن الجولة الثالثة من الأبطال.
الواقعية هي واحدة من خصاله التي لخصها بجملته “في كرة القدم، النتيجة مخادعة، يمكنك أن تلعب بشكل جيد، لكن لا تربح”.
تشافي منفذ عمليات “تيكي تاكا” في نادي الكتلان قبل أعوام فحقق السداسية معهم بأداء تسوده المتعة والتناغم.
قد يكون اللاعب الوحيد الذي أحبه مشجعو برشلونة وريال مدريد، فهو من سحر ندي كرة القدم، فتارة يحمد البرشلونيون ربهم على نعمة تشافي وتارة يحسد المدريديون غريمهم على نعمة وسط ميدان كرة القدم.
أمام باختكور، النادي الآسيوي العريق القادم من أوزباكستان، وقع تشافي على هدفي فريقه، وأعاد إلى متابعيه وعشاقه يومًا من أيامه الخوالي في دوري أبطال أوروبا حينما حقق السداسية.
اختير أحد أهدافه ضمن المرشحين لجائزة أفضل هدف في الجولة وفقًا لقائمة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
يتسائل الكثير من المتابعين، لماذا قد ينهي لاعب بوزن وحجم تشافي مسيرته في قطر أو في آسيا، أينقصه مجد أكثر من الذي حققه، أم الأموال هي الحافز؟
الإجابة قد تبتعد عن السؤالين أو الخيارات المطروحة وتذهب باتجاه ما يفعله تشافي خارج المستطيل الأخضر، حيث يمثل دور سفير الكرة القطرية في كأس العالم المقبلة 2022، كيف لا وهو أيقونتها عام 2010 عندما رفعها مع المنتخب الإسباني، التي دفعت معظم سكان الأرض لتشجيع الكتيبة الإسبانية حينها.
تشافي يعتبر واحدة من أرواح الكرة التي قد لا تُعد بما يتمتع به من مهارة فنية وقدرة تكتيكية على قراءة اللعب والخصم والملعب، فحصل على لقب “The Puppet Master” أو سيد اللعب، لقدرته المدهشة على تمرير الكرة واستبقائها بحوزته، وهو واحد من أكثر اللاعبين الذين حظوا بأكبر عدد من الجوائز في برشلونة، إذ بلغت جوائزه 25، وفاز بثمانية ألقاب في الدوري الإسباني، من أصل 28 لقب مع برشلونة في جميع المسابقات المحلية والأوروبية.
ولد تشافي هيرنانديز في 25 من كانون الثاني عام 1980 في تيراسا بإقليم كاتلونيا، وهو ابن يواكيم هيرنانديز، لاعب كرة القدم في نادي ساباديل.
انضم إلى أكاديمية لاماسيا بسن الحادية عشر وضمن مكانه في الفريق الرديف لبرشلونة.
كان بيب غوارديولا (مدرب نادي مانشستر سيتي الحالي) ملهمه ومثاله إلى جانب بول سكولز لاعب مانشستر يونايتد السابق.
أول لاعب في برشلونة يلعب 150 مباراة دولية، حقق مع المنتخب الإسباني كأس العالم 2010 وكأس أمم أوروبا 2008 و2012، ليعتبر فيما بعد واحدًا من أعظم اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الإسبانية على الإطلاق.