قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن مصير جميع القوى الموجودة على الأرض السورية هو الرحيل في نهاية المطاف.
وفي لقاء له مع صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الخميس 11 من نيسان، دافع نيبينزيا عن “شرعية” الوجود الروسي في سوريا واصفًا إياه بالقانوني، وبأنه جاء بطلب من “الحكومة الشرعية”، في حين أكد أنه ينبغي للجميع، بما في ذلك الروس والإيرانيون والأتراك وغيرهم، أن يرحلوا في نهاية المطاف.
وأشار إلى أن بلاده سترحل عندما “يحين الوقت، وتنضج الظروف” وبأنها ستفعل ذلك بالتشاور مع النظام السوري.
وأضاف “أعتقد أنه عمليًا يجب أن يغادر الجميع عندما تستقر سوريا، لكن هناك أطرافًا في سوريا لم تدع على الإطلاق، مثل الولايات المتحدة وفرنسا والبعض الآخر”.
وحول الوجود التركي قال نيبينزيا إن “لدى تركيا مخاوفها الخاصة فيما يتعلق بأمنها، وهي شريكة مهمة في محادثات (أستانة)، وعملية التسوية السورية، لكن سيتعين عليها مغادرة سوريا كأي وجود أجنبي آخر”.
واعتبر نيبينزيا أن صيغة “أستانة” هي “الآلية الفعالة الوحيدة لتحقيق الاستقرار على الأرض في سوريا”، وأضاف أنها تشكل جزءًا من الصورة الأوسع للتسوية، والتي بدأت مع قرار مجلس الأمن رقم (2254)، وعبر مؤتمر الحوار الوطني.
وأشار إلى أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون يخطط للمشاركة في اجتماع “أستانة” المقبل والذي سيُعقد يومي 25 و26 من الشهر الحالي، لأنه مهتم بالمواضيع التي سيناقشها الاجتماع ومنها ملف تبادل الأسرى.
وتوقع المسؤول الروسي أن يتمكن بيدرسن من إعلان تشكيلة “اللجنة الدستورية” قريبًا دون أن يحدد جدولًا زمنيًا لذلك، لافتًا إلى أن المبعوث الخاص قال إن هناك قليلًا من “الرتوش” قبل إعلان الانتهاء من الموضوع، وبدء عمل اللجنة.
و أكد نيبينزيا أن الوضع الراهن في إدلب لا يمكن إبقاؤه مجمدًا إلى الأبد وينبغي معالجته، مشيرًا إلى أن بلاده كثفت الاتصالات مع تركيا في منطقة “تخفيف التوتر” بإدلب.
وكان الرئيسان التركي والروسي أردوغان وبوتين وقعا، أيلول العام الماضي، اتفاقًا خص محافظة إدلب، وقضى بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين النظام السوري والمعارضة.
لكن قوات الأسد لم تلتزم ببنود الاتفاق، وصعدت من قصفها الصاروخي والمدفعي على الأحياء السكنية، الأمر الذي أدى إلى مقتل مئات المدنيين، رغم بدء الجيش التركي بتسيير دورياته، والبالغة حتى اليوم 17 دورية.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، أعلن، في آذار الماضي، العمل مع روسيا على إنشاء مركز تنسيق مشترك في إدلب.
وقال آكار، حينها، إنه اتفق مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، على تسيير دوريات في إدلب، مضيفًا أن الاتفاق الجديد سيجعل العمل في إدلب أوضح.
وبحسب الرئيس التركي، فإن المحادثات التي دارت مع روسيا، في موسكو، كان أغلبها يركز على الوضع في إدلب.
وشهدت محافظة إدلب في الأيام الماضية قصفًا جويًا من الطيران الحربي الروسي، كما استهدف القصف مدينة إدلب، آذار الماضي، وأدى إلى مقتل عدد من المدنيين، وقالت روسيا إنها نسقت مع تركيا الضربات قبل تنفيذها.
بينما تعرضت مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، الاثنين الماضي، لقصف بصواريخ بالستية قيل إن روسيا أطلقتها من البحر المتوسط.
–