عنب بلدي – وكالات
شهد الأسبوع الفائت سلسلة من التصريحات المتضاربة من الإدارة الأمريكية بين الإشارة إلى “الحفاظ على مؤسسات دمشق” أو “الإصرار على رحيل الأسد”؛ وبينما أعلنت الخارجية الأمريكية أنها تعمل على تقديم دعم “غير فتاك” مجددًا، وصفه رئيس الائتلاف السوري المعارض بالـ “نكتة” معتبرًا الحلفاء “كرتونًا مقوى”.
وكشف جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن الولايات المتحدة “لا تريد انهيار مؤسسات الدولة السورية، أو السماح للجماعات المتطرفة بالسيطرة على العاصمة”.
وقال برينان في كلمة ألقاها أمام مجلس شؤون العلاقات الدولية في نيويورك أمس السبت «لا أحد منا، وأعني بذلك روسيا والولايات المتحدة ودول التحالف ودولًا إقليمية، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق». وأوضح «نريد حكومة ذات تمثيل واسع في دمشق من شأنها أن تحاول تخفيف حدة العداء في البلاد».
وأشار مدير الوكالة إلى أهمية «تعزيز قوى غير متشددة في المعارضة السورية»، مؤكدًا أن «السماح للمتطرفين ببسط سيطرتهم على دمشق هو آخر ما تريده الولايات المتحدة”.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي قالت يوم الخميس “منذ أربع أعوام يردّ نظام الأسد على مطالبة السوريين بمزيد من الحرية والإصلاحات بوحشية مستمرة وقمع وتدمير”.
ونقلت وكالة فرانس برس عن بساكي قولها “كما قلنا منذ وقت طويل على الأسد أن يرحل ويتم استبداله عبر انتقال سياسي وتفاوضي يمثل الشعب السوري”، مشددةً على أن “رحيل الأسد هو شرط لاستقرار كامل في سوريا”.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تعمل مع الكونغرس لتقديم مساعدات “غير فتاكة” للمعارضة السورية بقيمة 70 مليون دولار، ستخصص لتوفير خدمات أساسية ولمساندة وحدات منتقاة من المعارضة بالتدريب الأمني الرقمي وتوثيق جرائم الحرب وانتهاكات الأسد.
لكن خالد خوجة رئيس الائتلاف السوري المعارض قال إنه يشعر بتخاذل الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية، أمام دعم “فولاذي” لنظام الأسد من قبل إيران وروسيا.
واعتبر خالد خوجة، في مقابلة مع الغارديان البريطانية نشرت يوم الجمعة، خطط الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز 15 ألف مقاتل سوري على مدى الثلاث سنوات المقبلة بالـ “نكتة”، مردفًا “ليس هناك إرادة من حلفائنا، لدينا الكثير من الحلفاء والكثير من الوعود مقارنة مع ما تلقى النظام”.
وأضاف خوجة أن ما لا يقل عن 114 دولة تشكل مجموعة تعرف باسم “أصدقاء الشعب السوري”، لم يتمكنوا سوى على اتفاق من “الكرتون المقوى”.
وأشار إلى تركيز المجتمع الدولي المكثف على جرائم تنظيم “الدولة الإسلامية”، معربًا عن قلقه من علامات تبديها بعض العواصم الغربية بأن الأسد هو “أهون الشرين” مقابل “الجهاديين”.
وشدّد خوجة في اجتماع مع ممثلين عن وسائل الإعلام المحلية في غازي عنتاب أمس السبت على أن “أكبر التحديات التي تواجه الائتلاف المعارض هي عملية تشكيل الجيش الوطني، على الرغم من وجود الضباط القادرين على القيام بهذه المهمة، إذ يوجد قرابة 3 آلاف ضابط في المخيمات، و20 ألفًا من أجهزة الشرطة من الممكن الاستفادة منهم ليكونوا نواة احترافية جديدة”.
يذكر أن الثورة السورية انطلقت قبل 4 أعوام بمظاهرات سلميّة لكنها جوبهت بالعنف، حتى انتقلت إلى العمل المسلح مطلع عام 2012 ويعتبر الأسد مسؤولًا عن مقتل أكثر من 200 ألف مدني، لكنّ التحركات الدولية اقتصرت على التصريحات ولم تقم بخطوات جديّة لإسقاطه.جديّة لإسقاطه.