النظام يقتل باليمين والحكومة تمسح الدماء بالشمال!!
20داريا – جريدة عنب بلدي – العدد 29 – 9-9-12
هل تحولت وظيفة الحكومة إلى لجنة إغاثة للّاجئين بسبب قصف النظام للمنازل والقرى وتدميرها؟!
أليس من واجب الحكومة وقف القتل ووقف تدمير المنازل والقرى والبنى التحتية التي صرفت ملايين الدولارات على بنائها، أم أنها مع عجزها تحولت إلى مؤسسة خيرية هدفها تجميل وتلميع وجه النظام القبيح…؟!
لنحاول إلقاء نظرة سريعة على الوضع المعاشي للناس وعلى أداء وعمل مؤسسات الدولة:
نشر موقع «شوكو ماكو» الالكتروني موجزًا عن أوضاع مدينة حلب «أن سعر أسطوانة الغاز وصل لنحو 4 آلاف ليرة سورية، في حين تجاوز سعر ليتر المازوت الـ 90 ليرة سورية، ووصل سعر ليتر البنزين إلى نحو 250 ليرة سورية».
وبلغ سعر كيلو البندورة 65 ليرة، وتجاوز الخيار الـ 75 ليرة، والبصل 40 ليرة، والباذنجان 50 ليرة. أما بالنسبة لمادة الخبز، فالمشهد لم يختلف من حيث «الطوابير البشرية» التي تنتظر الدور للحصول على الخبز، لكن الجديد في الأمر أن الأفران الخاصة رفعت سعر ربطة الخبز إلى 25 ليرة، في حين تباع على «البسطات» بما لا يقل عن 75 ليرة.
أما بالنسبة لواقع المؤسسات الحكومية، فقد حققت ثماني شركات تابعة لـ (المؤسسة العامة للصناعات الغذائية) خسائر تقدر بحوالي 115 مليون ليرة، واحتلت شركة ألبان حمص المرتبة الأولى في الخسائر المقدرة بقيمة 16 مليون ليرة.
مع كل هذه المؤشرات الاقتصادية التي تعكس فشل وعجز الحكومة عن أداء مهامها وواجباتها الرئيسية تجاه المجتمع، يطل علينا نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بتصريحاته الإنسانية بأن «الحكومة السورية تسخّر كل إمكاناتها لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الأحداث الراهنة»!!! هذا النوع من الكلام الإعلامي المستهلَك يعيدنا بالذاكرة إلى تصريحات رامي مخلوف في المؤتمر الصحافي الذي عقده في 16 يونيو/حزيران 2011 عندما قرر «اعتزال التجارة والتفرع للعمل الخيري»، وهو الذي سرق أموال الشعب السوري من خلال الامتيازات والاحتكارات الممنوحة له من قبل الحكومة. رامي مخلوف وهو الذي فرضت عليه الدول الغربية عقوبات اقتصادية بسبب قيامه بدعم النظام من خلال تمويل وتجهيز الشبيحة لقتل المتظاهرين، يريد أن يتحول اليوم إلى حاتم الطائي؟!. والحكومة اليوم تحولت إلى طبيب جراحة تجميلية يقوم بتصريحات تجميلية لتحسين وجه وصورة النظام القبيحة ويدعي أن «الحكومة قدمت كل الدعم لإعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات الاجتماعية والمعيشية للمناطق والمواطنين المتضررين من الأحداث وبدأت بتنفيذ برنامج المساعدات الإنسانية الذي تم الاتفاق عليه مع منظمات الأمم المتحدة».!
عن أي بنى تحتية يتحدثون؟!! عن الإنسان الذي هو أغلى ما في الحياة وقد هُدر دمه وسال أنهارًا في كل مكان، أم عن بابا عمرو والخالدية وأحياء حمص وبعض مناطق ريف حلب وريف دمشق التي أصبحت أثرًا بعد عين…؟! بل الأقبح من ذلك، بأن يقوم مجلس الوزراء بتشكيل فريق وزاري مهمته إيجاد الحلول لمشاكل المواطنين التي تتحمل مسؤولياتها «المجموعات الإرهابية المسلحة» حسب زعمهم وأسطوانتهم اليومية. أليس من الأجدر إيجاد حلول وذبح الثور الهائج الذي يدمر الاقتصاد والمدن ويقتل الإنسان بطائراته ودباباته ومدافعه…؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :