“هآرتس”: كيف أنقذ نتنياهو الأسد؟

  • 2019/04/09
  • 2:15 م
امرأة تسير قرب لوحة لبشار الأسد في باب توما في دمشق - 14 آذار 2019 (AFP)

امرأة تسير قرب لوحة لبشار الأسد في باب توما في دمشق - 14 آذار 2019 (AFP)

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أمس، 8 من نيسان، مقالًا للكاتب البريطاني كايل أورتون، ترجمته عنب بلدي، رد من خلاله على مدح الخطوات الإسرائيلية المتخذة في التعامل مع الأوضاع في سوريا، مع مناقشته لتلك الحجج، مبينًا أن إسرائيل ساعدت بشار الأسد على البقاء في السلطة وسمحت لإيران بالتقدم إلى حدودها الشمالية.

تردد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدعم المعارضة السورية وتقديم الأسلحة لها، خشية وقوعها في أيدي الإسلاميين المتطرفين، كان خاطئًا إذ إن نظام الأسد هو من سمح لتنظيم “الدولة الإسلامية” بالتقدم، بدعم من إيران وروسيا، مع قصفه المتعمد لمناطق الثوار وزعزعتها.

كما ساعد النظام ورعى التنظيم والجماعات الشبيهة به من خلال إطلاقه للمقاتلين الإسلاميين من السجن، لمحاولة تفريق الثوار ونزع المصداقية عن الثورة.

ووفر الدعم المالي الأكبر للتنظيم من خلال شراء النفط والغاز منه، ما قدم للمتطرفين القدرة المالية لشراء الأسلحة، حتى من النظام نفسه “لشدة فساده”.

لذا فإن رفض تسليح الثوار المعتدلين واقتصار دعمهم على “كلمات التشجيع” والقليل من المساعدات البسيطة، لم يكن الحل المناسب لإيقاف نمو التطرف، بل العكس “ترك الأسد بالسلطة هو ما سمح لداعش بالنمو”.

حينما حاربت المعارضة التنظيم وجدت نفسها تتعرض لهجوم متزامن من قبل قوات نظام الأسد، التي قدمت الدعم الجوي الفعلي لـ”الجهاديين”، و”استخدمت روسيا هذه التكتيكات لاحقًا لتقديم سياق الخيار الثنائي: الدكتاتور أو الإرهابيون”.

ومع وضع نتنياهو لخطوط حمراء أمام إيران، مع منعه لإنشاء قواعد إيرانية دائمة في المنطقة، وقف ضد التصرف الأمريكي المعادي للأسد ومن ثم “قدم دعمًا متأخرًا لجماعات المعارضة”.

في تموز 2018 “خُدع” نتنياهو من قبل روسيا بسماحه لسقوط درعا بيد القوات التي تسيطر عليها إيران. إذ وقعت “المساعدات الإسرائيلية” من غذاء ووسائل رعاية صحية وحماية بيد “حزب الله”.

بعد ذلك، اعترف نتنياهو نفسه بأن سقوط درعا كان كارثيًا. فمع اعتباره إيران كتهديد أخطر من تنظيم “الدولة” سمح بتبديل القوى، والآن يدبر “حزب الله” هجمات عبر الحدود من سوريا.

كما أن إيران الآن لها موضع ثابت في سوريا، وكما قال رئيس الأركان المستقيل، غادي إيسينكوت، فإن إسرائيل لم تكن تستهدف الطواقم الإيرانية واكتفت بقصف البنية التحتية لمنشآتها كي تتجنب ردود الفعل الانتقامية، ولكنها بذلك وسعت من عملياتها بشكل كبير وقللت من فعاليتها إذ إن الرجال هم من يخططون ويدبرون ضد إسرائيل.

خطة نتنياهو للتعامل مع التدخل الروسي في سوريا كانت من خلال الاتفاق على قواعد أساسية تضمن السماح إسرائيل بالاستمرار بتنفيذ عملياتها العسكرية، بحجة أن بوتين لم يكن مهتمًا بمساعدة إيران ولكن بضمان نجاة الأسد فقط، ولكن الكرملين أضر بالمصالح الإسرائيلية في سوريا مثلما حصل وقت درعا.

الحجة القائلة بأن المصالح الروسية والإيرانية مختلفة لا تدرس مصلحتهم المشتركة بإبقاء الأسد بالسلطة، ولا بتقديم إيران القوات البرية المساعدة لروسيا، وتحكمها بقطاعات الأمن وغيره في سوريا، قبل انهيارها.

كما أن روسيا أعلنت عن عدم تمكنها من إخراج إيران من سوريا فهي ليست مفيدة لإسرائيل، وهي لم “تسمح” لإسرائيل بالتدخل في سوريا وإنما هي “غير قادرة” على منعها، وإيران اليوم تستمر بتخزين الصواريخ حول إسرائيل بتعاون روسي كامل.

وختم أورتون مقاله بالقول إن إزالة نظام الأسد كانت ستطيح بالحجر الأساس لهذا التعاون الروسي الإيراني. عوضًا عن ذلك، “قدم نتنياهو الضمان الأمني للأسد” مخدوعًا من روسيا، التي ضمنت بدورها ترسيخ الوجود الإيراني في الشرق.

كايل أورتون هو باحث ومحلل بريطاني مستقل، يركز على سوريا، وله منشورات متعددة في الصحف الأمريكية والبريطانية تتعلق بالشأن السوري.

مقالات متعلقة

صحافة غربية

المزيد من صحافة غربية